تاثير “الهواتف الذكية” على الحوار الجتماعي

تاثير “الهواتف الذكية” على الحوار الجتماعي

“الهواتف الذكية” هاجس يجتاح مجتمعاتنا, بل باتت قضية تحيط بها هالة من التساؤلات اللامتناهية بين السلب و الإيجاب. من هنا لابد أن نعيد النظر إلى طريقة استخدامنا لهذه التكنولوجيا بما يخدم حاجتنا إليها فقط, دون الإفراط الذي قد يودي بنا نحو الإدمان عليها.

هنا يقع التساؤل ماذا نريد من تلك الهواتف؟ فإن كان هدفنا التواصل مع العالم الخارجي, فما شأن العزلة التي تحيط بنا في المجتمع الحقيقي؟ وفي هذا الإطار أعود إلى إحدى إجابات الدكتور حميد الهاشمي باحث في المركز الوطني البريطاني للبحوث الإجتماعية حيث يقول:

“الانشغال الدائم بهذا الجهاز يعزز ما نسميه بروح الفردية لدى الإنسان. الإنسان في علم الاجتماع يُعرّف بأنه حيوان اجتماعي، كائن اجتماعي يأنس بالآخرين، لـ”مجتمعه”. وتوفير مثل هذا الجهاز يمنحه الفرصة للقاء الآخرين لكن عن بعد، ما يجعله يمتلك كينونة خاصة تعزله عن مجتمعه الواقعي”.

و مما يستدعي التأمل دراسة سويسرية حديثة خلصت إلى أن مستخدمي الهواتف الذكية في العالم العربي يعتبرون التواصل هو الوظيفة الأهم لاستخدام أجهزتهم فيها، وينجذبون أكثر إلى التطبيقات التي تساعدهم في التواصل مع الأصدقاء والمعارف.

من جهة أخرى أشارت إحدى الدراسات الحديثة أيضا أن المنزل هو أكثر الأماكن التي تستخدم فيه الهواتف الذكية, حيث يجد 87% من مستخدمي هذه الأجهزة في العالم العربي أن المنزل هو أنسب الأماكن لقضاء بعض الوقت على أجهزتهم, مما يؤثر سلبا على العلاقات الأسرية و يقود إلى تشنجات قد تتفاقم وتصل إلى التفكك الأسري.

بات الناس في وقتنا الحالي يكتفون بالرسائل في التواصل اليومي والعلاقات العائلية والأسرية, بل جفت شفاهنا من تلك الكلمات التي اعتدنا التلفظ بها لإيصال مشاعرنا, حتى أمست تعابيرنا المكتوبة تفتقر إلى عمق المعنى و جوهره.

و هنا تكمن الخطورة حيث أثبتت دراسة لفريق بحث أمريكي من جامعة بني بريك هاند البريطانية تقول: إن قضاء وقت كثير على الأجهزة يسبب احتمالية اصابة 50 % من الموت المبكر، وهذه نسبة مرتفعة جدًا.

بالإضافة إلى أن كثرة استعمال الأجهزة تؤدي إلى ضعف العلاقة الاجتماعية، وخلق الاكتئاب بنسبة 75 %، وانفصام في الشخصية بنسبة 25 %، والتوحد بنسبة 85 %.
بقلم حوراء آل رضي

ليست هناك تعليقات