صفحات مشرقة للمقاومة السرغينية ضد المستعمر الفرنسي
بقلم الاستاذ: عمر خلدون .
ان قبائل السراغنة عرفت مند اقدم العصور بالشهامة والفروسية ودفع الاذى والضيم عن ابناءها ، وان هذه الخصال الحميدة نوارتثها الاجيال المتعاقبة على هذه المنطقة الجغرافية من المغرب ، واذا عدنا الى تاريخ المغرب نجد ان قبائل السراغنة معروفة بروح الجهاد وبأنها ملجأ للمجاهدين والاولياء والصالحين ، فالمنطقة يوجد فوق ترابها اكتر من مائة وخمسين ضريحا لاولياء معروفين بجهادهم وعلمهم وثقواهم ومساهمتهم في الذوذ عن الوطن ضد الاحتلال الاجنبي .
فبعدما تم التوقيع على معاهدة الحماية سنة 1912 تصدى لها ابناء اقليم قلعة السراغنة واستنكروها واعتبر فقهاء وعلماء هذه المنطقة التدخل الفرنسي في المغرب من قبيل غزو صليبي جديد .
وهكذا اتخدت مقاومة ابناء المنطقة للاستعمار في بدايتها شكلا سياسيا تجلى بالاساس في توعية السكان بخطورة المستعمر والتي ترمي الى استغلال تروات البلاد وطمس المعالم الحضارية له ومسخ هويته الثقافية ، وقد استمر هذا النشاط السياسي ردحا من الزمن ، واستمر المستعمر في معاملته القاسية للسكان ( تضييق على الحريات . سلب ثروات البلاد ، استغلال الاراضي الخصبة ، القمع ونفي رجال الذين . …..)
ورغم كل المعاملات القاسية لم يخضع المغاربة للاستعمار الفرنسي فاقدم بتاريخ 20 غشت 1953 على خلع السلطان سيدي محمد بن يوسف وتم نفيه الى جزيرة كورسيكا ومنها الى مدغشقر .
وقد شكل تاريخ نفي السلطان محمد الخامس رحمة الله عليه الشرارة التي قضت مضجع المستعمر والهبت حماس المواطنين لينطلقوا من تورة عارمة شملت كل مناطق المغرب بدون استتناء ، وهكذا تاسست خلايا المقاومة السرية لتخوض العمل المسلح . وفي خضم هذه الاحداث عرفت قبائل السراغنة هي الاخرى العمل المسلح والمقاومة ضد الاستعمار ، فتاسست خلايا المقاومة السرية من طرف ابناء هذه المنطقة بتنسيق مع الخلايا الاخرى المتواجدة بالدار البيضاء امثال :اليد السوداء ، الهلال الاسود، اسد التحرير ، صوت النار ، المقاومة السرية ، وغيرها من الخلايا .
ومن بين هذه الخلايا سنتكلم على خلية المقاومة السرية اليد السوداء والتي انخرط فيها العديد من ابناء السراغنة ونفدت العديد من العمليات ضد الاستعمار الفرنسي . هذه المنظمة السرية تاسست بالضبط بقبيلة لعرارشة دوار السكارتة ، فكان اول اجتماع لخلق هذه المنظمة اجتماع سريا طبعا بمنزل عبد القادر السكراتي حضره من الدار البيضاء عبد الرحمان بزاز المدعو غاندي وعبد الرحمان لمخنت ، والعربي بوكلب ، العرايشي ، ومن المؤسسين الاوائل لخلية قلعة السراغنة عبد القادر السكراتي ،واخوته الحاج صالح السكراتي ورحال السكراتي ومحمد السكراتي بالاظافة الى محمد الراشيدي امبارك الورش وعبد الرحمان الصيفي ، ورحال الكويل ، ونصري المكي ،وعبد الرحمان الزاوية ، ومحمد بشيب .وغيرهم من الوطنيين . وبعد اداء القسم وعدم البوح باسرار المقاومة ثم التخطيط للعديد من العمليات الفدائية وتم تزويد المنظمة بمجموعة من الاسلحة النارية خصصتها المنظمة للامر ونقلها بزاز عبد الرحمان الى منزل عبد القادر السكراتي بامر من الزرقطوني . ومن بين العمليات التي قامت بها المنظمة السرية نذكر منها على سبيل المثال _ زرع قنبلة بسوق الخميس بالعطاوية بتاريخ 15/4/1954 . _زرع قنبلة بسوق الجمعة بمدينة قلعة السراغنة بتاريخ 22/4/1954 _احراق ضيعة المعمر الفرنسي ريمو مينوط بتاريخ 1/8/1954 _احراق المحصول الزراعي لاحد المتعاونيين مع الاستعمار 9/8/1954 _احراق البزانة التابعة للادارة الفرنسية _احراق ضيعة المعمر الفرنسي البلمولي _محاولة قتل احد القواد المتعاونيين مع الاستعمار والمساند له _محاولة اغتيال المعمر بريسو ونظرا لبعض الحزازات لم نتمكن من سرد مجموعة من الوقائع والاحدات والاغتيالات التي وقعت بالاقليم ونفدها المقاومون .
هذا بالاظافة الى توزيع المناشير ومقاطعة المواد ذات الصنع الفرنسي وقطع اسلاك الهاتف . ونظرا لتعدد الاحدات بقبيلة السراغنة تم القبض على مجموعة المنظمة السرية عقب محاولة اغتيال احد القواد المواليين للاستعمار ، وتم حجز مجموعة من الاسلحة والقنابل وبعد القبض على كل افراد المجموعة احيلو على المحكمة العسكرية بمراكش بتهمة تكوين عصابة اجرامية واستهداف مواقع فرنسية ، وحكم البعض منهم بالاعدام وبقيت المجموعة بالسجن الى ان عاد المغفور له محمد الخامس من المنفى حيث اطلق سراح جميع المقاومين والوطنيين.
عن : تساوت 24
ليست هناك تعليقات