إضاءة: من ديوان المصطفى فرحات تقاسيم الصرير نتقاسم معكم قصيدة " مرجانة "
إضاءة: من ديوان المصطفى فرحات تقاسيم الصرير نتقاسم معكم قصيدة " مرجانة " التي استوحاها من رواية تحمل عنوان: مرجانة أو حكايات أهل انتيفا (اسم قبيلة أمازيغية كبيرة في إقليم أزيلال).
للكاتب الفرنسي رونيه إيلوج. والكاتب كان قائدا عسكريا شارك في الحملة العسكرية الفرنسية ضد قبائل أيت محمد بأزيلال. مرجانة في الرواية كانت راعية قبل أن تتحول إلى مقاومة للوجود الفرنسي في قبيلتها. الحملة حصلت بتاريخ: يناير 1911
(René . Euloge. Marjana ou Les Recits D’ahl Ntifa)
مرجانة
ـ 1 ـ
والآن تعود "مرجانة" بالقطيع
تحلب الضرع
تفرق بين الأم وبين الرضيع
تدخل البيت الفضيع
تَحُوك البرنس لسيدتها
وتنظف الملابس الداخلية لسيدتها
تحتمي بالنافذة
تراقب الطيور المهاجرة العائدهْ
وتعُدّ أقدام العابرين..
مرجانة تنتظر طيفا أو خيالا يسلم
طيفا يحملها
وتحمله للفصول الآتيهْ.
ـ 2 ـ
وحين يُشرق ليلها
وبعد أن تحوك البُرنُس لسيدها
وتنظف الملابس الداخلية لسيدتها
تلبس "مرجانة" قفطانا ووشاحْ
تَضع حُرْقُوصا وسواكْ
ثمّ تَبْصُق في كفّها
لترطّب خَصَلات شعرها الناشفهْ
مترنمة أنغاما أمازيغية
وتبحث عن وجهها المكسر في المرآة
"مرجانة" تزينت لمرجانهْ.
وتنتظر طيفا يحملها
وتحمله للفصول الآتيهْ.
ـ 3 ـ
العشق يغوص في حنجرة الناي والعود
والغناء حشرجة في حلق "مرجانة"
"مرجانة" أقحوانة هذا الوقت
فاتحة النهايات
ريح لواقح
رحم القبيلة
ولسانها الفصيح
مطر يغسل الوسخ
عن وجه فجرنا القبيح.
مرجانة موقد وشعلة
وذاكرة للأيام المقبلة.
ـ 4 ـ
لما أذكر الآن "مرجانة"
تنمحي كل التاريخ
وأنسى ما علمني المشايخْ
فيا أخت الجراح
وكل الأفراح
اسقيني جرعة من ماء صبرك
علقي في عنقي تميمة
بها قليل من بخور قبرك
علّي أكون دخانا أو غيمهْ
علميني كيف أسلخ جلدي لوحدي
وأعلقة لمن سيأتي من بعدي،
ـ 5 ـ
فيك يا "مرجانة"
يرفرف الحمام
وأنت المهيضة الجناحْ
فيك يا "مرجانة" ترعى السوائم
وأنت المجففة بسوائل الرياحْ
فيك يا "مرجانة"
حلم الحالم
وأنتِ العُريُ
وأنت الوشاحْ.
ـ 6 ـ
رأيتك يا "مرجانة"
تتوشحين العكاز
تطوفين في المداشر والأحواز
تطرزين بخطوك المديد
تاريخا جديدا
للأجداد والأحفاد
وتصنعين من استشهادك
أطقس الأعياد
فيها تزهر رقاب العبيد
وتذبل أعناق الأسياد.
رأيتك يا "مرجانة"
تمزقين برنس سيدك
وتحرقين الملابس الداخلية لسيدتك،
رأيتك لما أبصرت فارسك القديم
تغادرين من الكتمان إلى البوحِ
وتزغردين كما البلابل على الدوحِ
تبعثين له بشفاهك اللمياء
القلب طافح بالشوق وبالحِنّاءْ
اخضرت الساحة يا مرجانة
غَضبتِ الجموع
فقطّعوا الجدع
وأحرقوا الفروعْ.
ـ 7 ـ
فيا راكبا هودج الأيام
عرج على ضريح "مرجانة"
واقرأ لها السلام
كثيرا من السلام..
وقل لها:
" لا يزال عَبيرك يملأ القلوب
ويفوح على الربوع
ولا يزال المركب المتعب
يستطيع العبورْ
ولا يزال في السنبلة
قليل من القشِّ
وكثير من البذورْ.
..........................................................................ابزو 2000
الصور المرافقة
• صورة غلاف الرواية
• الحملة الفرنسية في أيت امحمد بأزيلال
عن :المصطفى فرحات
ليست هناك تعليقات