ابزو في القرون الوصطى
ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﻟﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﺰﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻗﻴﻤﺔ
ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻳﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻳﻤﻴﺰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻌﺠﺒﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ
ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮﻩ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﻴﻦ
ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﺑﺰﻭ ﻣﺼﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ، ﻭﻻ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ
ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ .
ﺗﻘﻊ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﺑﺰﻭ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻷﻃﻠﺲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻨﻲ
ﻣﻼﻝ، ﻳﺤﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﺸﺮﻉ ﺍﻟﺤﻤﺮﻱ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺩﺍﺭ
ﺃﻭﻻﺩ ﺯﻳﺪﻭﺡ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻴﺎﺩ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﺘﺤﺪﻫﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻗﻠﻌﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﻏﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺼﻬﺮﻳﺞ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺗﻨﺎﻧﺖ ﻭﺃﺯﻳﻼﻝ، ﻭﺷﻼﻻﺕ ﺃﻭﺯﻭﺩ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ .
ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﺑﺰﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﺮﻓﻮﻗﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ :
ﻭﺻﻒ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻮﺯﺍﻥ، ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺏ : ﻟﻴﻮﻥ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺳﻨﺔ 1521 ﻡ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺗﻘﻊ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺟﻐﺮﺍﻓﻲ ﻭﺍﺳﻊ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺑﻼﺩ ﻫﺴﻜﻮﺭﺓ،
ﺃﻭ ﺃﺳﻜﻮﺭﺓ، ﺃﻭ ﺃﺳﻜﻮﺭﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺑﺰﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻝ،
ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﺎ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ، ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝ، ﻭﺳﻜﺎﻥ
ﺍﺑﺰﻭ ﻛﻠﻬﻢ ﺗﺠﺎﺭ، ﺃﻣﻨﺎﺀ ﺣﺴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻬﻨﺪﺍﻡ، ﻳﺼﺪﺭﻭﻥ ﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭﺍﻟﺰﻳﺖ
ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﺗﺠﻔﻴﻒ ﻋﻨﺐ ﺫﻱ ﻟﻮﻥ ﻭﻣﺬﺍﻕ
ﻋﺠﻴﺒﻴﻦ ﻭﻋﺪﺩﺍ ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻴﻦ، ﻭﻫﻲ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺿﺨﻤﺔ،
ﻭﺗﺒﻠﻎ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺠﻮﺯ ﺣﺪﺍ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺗﻔﺎﻉ. ﻭﻣﻨﺤﺪﺭ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻣﺤﺮﻭﺙ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ
ﺍﻟﻨﻬﺮ. ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺰﻭ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ ـ ﺃﻳﺎﺭ، ﺣﻴﺚ ﻓﺎﻛﻬﺔ
ﺍﻟﻤﺸﻤﺶ ﻭﺍﻟﺘﻴﻦ ﻧﺎﺿﺠﺔ، ﻭﺃﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ
ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﺗﻤﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺑﻼﻁ
ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﻴﻦ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﺻﺮﺍ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻮﺯﺍﻥ،ﻗﺎﺋﻼ :
ﺍﺑﺰﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ، ﺗﻀﻢ ﺃﺯﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺀﺓ ﺳﺎﻛﻦ، ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ
ﻻﺋﻖ ﻣﻼﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻫﻖ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺲ، ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺃﺳﻮﺍﺭ
ﻭﺑﺮﻭﺝ ﻣﺸﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﻮﺛﻖ ﺑﺎﻟﺠﻴﺮ… ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺑﺮﺑﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﻣﺼﻤﻮﺩﺓ، ﻧﺴﺎﺅﻫﻢ ﺑﻴﺾ، ﺟﻤﻴﻼﺕ، ﺃﻧﻴﻘﺎﺕ .
ﻭﻗﺒﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ ﺃﻧﺘﻴﻔﺖ، ﻗﺎﺋﻼ: ﻭﺃﻣﺎ
ﺃﻧﺘﻴﻔﺖ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺭﻳﺎﺳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﻻﺩ ﻫﻨﻮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ،
ﺍﺗﺨﺬ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺣﺼﻦ ﺗﺎﻗﻴﻮﺕ ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﺑﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻭﻟﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﻭﻣﺨﻠﻮﻑ
ﻳﺸﻴﺪﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻫﻠﻚ ﻳﻮﺳﻒ، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﺑﻨﻪ ﻣﺨﻠﻮﻑ
ﻭﺟﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﻕ ﺳﻨﺔ ﺍﺛﻨﺜﻴﻦ ﻭﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ،ﺛﻢ ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻛﺶ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﺛﺎﺑﺖ
ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ﻟﻤﺎ ﺃﺣﻴﻂ ﺑﻪ ﻓﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ
ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻭﺃﻣﻜﻦ ﻣﻨﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺳﻴﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﺑﻨﻪ
ﻫﻼﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ، ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻨﻮ
ﻧﻮﻓﻞ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺭﻳﺎﺳﺘﻪ ﻷﻭﻻﺩ ﺗﺮﻭﻣﻴﺖ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﺑﻲ
ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ
ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺫﻛﺮ، ﻭﺍﺳﺘﻨﺰﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﻣﺤﻠﻪ ﻷﻭﻝ
ﻭﻻﻳﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﺎﺭ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﻭﺃﺻﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﺗﻪ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﻭﺇﻣﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻫﻠﻚ ﺑﺘﻮﻧﺲ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ، ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﻭﻭﻟﻰ ﺑﻨﻮﻩ
ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻣﺮ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻧﻘﺮﺿﻮﺍ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ
ﺑﻴﺘﻬﻢ ﻭﻷﻫﻞ ﻋﻤﻮﻣﺘﻬﻢ.
ﻟﻌﺒﺖ ﺍﺑﺰﻭ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻉ ﺍﻟﺼﻔﺎ، ﺃﻭ ﻣﺸﺮﻉ ﺃﺑﻲ ﻋﻘﺒﺔ، ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ
ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ، ﻭﻧﻠﻤﺲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻣﻮﻻﻱ ﻫﺸﺎﻡ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﺪﺭﺭ: ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺮﺣﺎ ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺶ ﻭﻓﺎﺱ، ﺫﺍﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ
ﺃﻭ ﺍﻹﻧﻬﺰﺍﻡ ﻳﻘﺮﺭ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﺑﺰﻭ ﻗﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ، ﻓﻨﻈﻤﻮﺍ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻗﻴﻤﺔ
ﻳﺘﻐﻨﻮﻥ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺃﻫﺬﻱ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﺃﻡ ﻫﺬﻱ ﺑــﺰﻭ * ﻣﻨﻰ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻟﻮ ﻳﺪﻭﻡ
ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺯ
ﻇﻠﻴﻼﺕ ﻭﻣﺎﺀ ﻭﺧﻀــــــــــــﺮﺓ * ﻓﻠﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺣﺮﺯﺗﻢ ﺳﺎﻛﻨﻲ
ﺑــــــﺰﻭ
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ :
ﺍﺑﺰﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺑﺄﺭﺿﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﻧﺔ ﻻ ﻏﺮﻭ ﺇﻥ ﻏﻨﻰ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ
ﻣﺎﺯﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﺇﻻ ﺃﺑﺪﻋـﻮﺍ ﻓﺎﻟﺸﻌﺮ ﺃﺭﺧﻰ ﻟﻠﻤﻌﺸﻮﻕ ﻋﻨﺎﻧﻪ
...ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻮﺛﻘﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ :
ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ : ﺻﻮﺭ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺜﻘﻒ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ . ﺇﻑ ﺇﻳﻜﻠﻤﺎﻥ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻋﻔﻴﻒ، ﻧﺸﺮ ﺑﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻣﺮﻛﺰ
ﻃﺎﺭﻕ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ .
ـ ﻭﺻﻒ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻮﺯﺍﻥ، ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ، ﺗﺮﺟﻤﻪ ﻣﺤﻤﺪ
ﺣﺠﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﺧﻀﺮ، ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﻟﺒﺔ ﻟﻠﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺴﺮ، ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ 1980
ليست هناك تعليقات