في الذاكرة احمد الحنصالي......اسد الاطلس
هو المقاوم الشهيد احمد بن موحا بن سعيد الحنصالي، ينتتسب إلى أسرة أمازيغية شريفة، وكان جده سعيد الحنصالي من الشرفاء الذين تقع زاويتهم شرق مدينة أزيلال، والده يسمى موحى ووالدته تسمى عائشة، ولد في عشرينات القرن 20م بزاوية أحنصال، ونشأ يتيم الأبوين وهاجر في سن مبكرة إلى دوار ايت احبيبي بقيادة تاكزيرت إقليم بني ملال حيث اشتغل راعيا ما يقارب من ثماني سنوات عند عائلة ايت زايد اورحو، ثم خماسا بدوار ايت وودي، قبل أن يتوجه الى بونوال حيث كان يرعى البقر عند المسمى موحا والعيد ثم اشتغل بعدها عاملا مداوما وكان مستقرا مع المخزني اسعيد اوخلا الذي كان مكلفا بحراسة المركز الفرنسي على المنطقة
واحمد الحنصالي مجاهد من طراز فريد، هو صاحب القولة الشهيرة "في زمن الذل لا يقاوم الاستعمار الا بالسلاح"، قالها اسد الاطلس المتوسط وبقيت لمن بعده نبراسا ومنهاجا في زمن طغى الذل وفني فيه الكثير من الرجال، وحمل بندقيته القديمة وانطلق سائحا بين جبال الاطلس المتوسط واحراشها يقتات بما تجود عليه وكان يتربص بالفرنسيين ويصطادهم بين الفينة والاخرى حتى ظنوا ان هناك تنظيما خطيرا يحارب الفرنسيين ومثله ظهر كثيرا ببلاد الاسلام وهو مثال عن الشخص الذي لا ينتظر فتوى من احد او من يشبعه من فقه الاولويات وما شابه بل لا يعترف سوى بشيء واحد انه لا اجتهاد مع النص، ويعتبر احمد الحنصالي المقاوم الأول بمنطقة الأطلس المتوسط الذي تحدى حاجز الصمت والتردد وتخطى ظروف الحيرة والانتظار مزق مخانق التطويق الاستعماري العنيف، فقد ابتدأ هذا المجاهد القروي، والفلاح الصغير الفصل الأول من ثورته الكبرى يوم 13 مايو 1951 حينما اعترض سيارة يركبها أربعة من الفرنسيين وهي في طريقها بين سد بين الويدان وافورار وإقليم أزيلال فأطلق الرصاص عليهم وأصيب تسوتينو وأمه بإصابة لقيا على إثرها مصرعهما وفي حين أصيب كون وزوجته بجروح مختلفة وقد تمت الحادثة في واضح النهار وفي موقع جبل استولى الثائر الحنصالي على سلاح الفرنسيين كغنيم أولى وكسلاح أول من أول عملية ثورية قام بها، واستمر في أعماله الفدائية في أمكنة ومواقع مختلفة متباعدة عن بعضها البعض من 10 إلى 150 كلم وخلال هذه الرحلة الفدائية استطاع الشهيد قتل العديد من حراس الأمن والمتعاونين معهم ونتيجة لذلك تدخلت السلطة الفرنسية للبحث عن الحنصالي ومطالبة متابعة خطواته وعملياته في شعاب وغابات القصيبة وبني ملال واكتشاف مخابئه وفي يوم 23 يوليوز 1951 تم القبض عليه بعد سنتين من البحث تقريبا في سد بين الويدان بعد أن اعتقلت السلطات الفرنسية العديد من سكان المناطق الجبلية التي تنقل فيها الثائر أحمد الحنصالي والتي باشر منها ثورته ممن اشتبه فيهم أمثال سيدي موحا احساين المعروف بولد سميحة الذي كان يناهز عمره ستين سنة وفي يوم الاثنين 16 فبراير 1953 وبعد سنتين من السجن، أصدرت المحكمة العسكري في حق هذا البطل المقاوم الأول ورفيقه الحكم بالإعدام، ونقلوه إلى زنزانة فردية في انتظار التنفيذ، وفي اليوم الموعود، أخرجوه مكبلا إلى ساحة المعتقل, وقال مخاطبا من أمامه: يا أسي عبد الرحيم بوعبيد، إلى اللقاء عند الله، وفي يوم 26 نونبر 1953م تم تنفيذ الحكم بالإعدام في حق الشهيد رميا بالرصاص وكان بذلك أول حكم ينفد في حق المقاوم المغربي بغية التخويف والترهيب والحد من نشاط لمقاومة، وفي حقه قال تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ. آل عمران
عن. ش.ايت موحى
ليست هناك تعليقات