22شتنبر اليوم العالمي بدون سيارة.. مناسبة لزيادة الوعي بأهمية المحافظة على البيئة
22شتنبر اليوم العالمي بدون سيارة.. مناسبة لزيادة الوعي بأهمية المحافظة على البيئة
قد ينتابك إحساس فريد وأنت تجوب شوارع مدينتك في ظل غياب تام لزحمة وضوضاء السيارات… لا دخان أسود يتصاعد من عوادم المركبات ولا ازدحام، فقط سير على الأقدام واستنشاق لهواء نقي. إنه التقليد السنوي “يوم بدون سيارات”، يوم يترك فيه المجال للراجلين ومستعملي الدراجات الهوائية ووسائل النقل العمومي الأخرى.
قد يبدو المشهد غير مألوف للبعض لكنه مبادرة سنوية تخلد في 22 شتنبر بعدد من عواصم ومدن الدول المتقدمة، بهدف التخفيف، ولو بشكل “ضئيل”، من التلوث البيئي الناجم عن انبعاث دخان السيارات والغازات الناجمة عن الاستعمال المكثف للمركبات، في وقت لا يجد فيه هذا اليوم صدى لدى دول العالم النامي، إذا ما استثنيت بعض المحاولات “المعزولة” هنا وهناك.
ففي هذا "اليوم بدون سيارات" الذي يتم الاحتفاء به في 22 شتنبر من كل سنة، يأمل سكان المدينة في الاستفاقة على مشهد غير مألوف، وقد وجدوا أن كل المركبات المزعجة والملوثة قد غادرت فضاءهم ولو ليوم وحيد، في مناسبة سنوية تتجدد فيها الدعوة إلى التخفيف من انبعاثات عوادم العربات وإبراز ضرورة حماية البيئة.
ويعد اليوم العالمي بدون سيارات واحدة من الآليات الأساسية للأمم المتحدة، لتشجيع الوعي العالمي والعمل من أجل البيئة، حيث تحتفل به المؤسسات التي تقوم بعمل إيجابي نحو البيئة. ورغم أن هذا اليوم أضحى منبرا عالميا للتوعية بقضايا البيئة في العديد من دول العالم المتقدمة، إلا أن صداه ما يزال ضعيفا في الدول النامية.
ولعل أهم الأسباب التي تعيق تفعيل هذه المبادرة البيئية على أرض الواقع بهذه الدول تتمثل في ندرة وسائل مواصلات صديقة للبيئة وانعدامها في مناطق عدة.
وفي المغرب، لم تمنع الإكراهات المرتبطة بالاحتفال فعليا ب"يوم بدون سيارات" جمعية "شباب القرن العشرين" من إطلاق دعوة للاحتفال بهذا اليوم في دوراته بالرباط.
وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية شباب القرن العشرين، عزيز الفكاكي، إن فكرة الاحتفال بهذه التظاهرة البيئية تأتي بعد انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 22)، بمراكش (نونبر 2016)، والتي حاولت إقناع الدول بالالتزام بخفض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وأبرز أن هذه التظاهرة التي ستنظم تحت شعار "يوم بدون سيارتي"، تهدف إلى تحسيس المواطنين، وخصوصا ساكنة الرباط، بمدى أهمية الحفاظ على البيئة، لافتا الانتباه إلى أن عدم استعمال السيارة وتنظيم التنقل عبر سياقة إيكولوجية تعتني بالبيئة يساهمان في التقليل من الانبعاثات السامة التي تصل نسبتها إلى 70 في المائة بسبب وسائل النقل.
وأضاف الفاعل الجمعوي أن هذه المبادرة تعد أيضا فرصة لتوعية المواطنين ببديل الاستخدام المشترك للسيارات أو التناوب بين عدد من مستعملي الطريق على التنقل، موجها دعوته لساكنة العاصمة الإدارية للانخراط الفعال في هذه التظاهرة البيئية.
وقد أعطيت الانطلاقة لهذه المبادرة العام الماضي من خلال دعوة عامة لسكان الرباط إلى عدم استعمال سياراتهم خلال هذا اليوم. وتهدف هذه السنة، بتنسيق مع السلطات المحلية، إلى تخصيص شارع معين خال من السيارات، بغية هدف أسمى وهو رؤية جل شوارع المدينة، خلال كل 22 شتنبر من السنوات المقبلة، خالية من السيارات، وفسح المجال للمواطنين للاستمتاع بيوم هادئ وتحفيزهم على ممارسة رياضة المشي في الشوارع الرئيسية للعاصمة.
وتعود أولى مبادرات حملة "يوم بدون سيارة" إلى سنة 1956، حينما اضطر عدد من البلدان إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من استعمال السيارات.
وعمدت دول أخرى كبلجيكا وهولندا وسويسرا إلى إقرار أيام آحاد بدون سيارة من نونبر 1956 إلى يناير 1957، فيما عاودت كل من سويسرا وبلجيكا اللجوء إلى هذه الإجراءات في سنة 1973 في سياق الأزمة الطاقية.
وتعود التظاهرة الرسمية الأولى لـ"يوم بدون سيارة" إلى يونيو 1996 بمدينة ريكافيك في إيسلندا، حيث نظمت هذه المبادرة لتشجيع السكان على استعمال وسائل نقل صديقة للبيئة وأقل استهلاكا للطاقة وأكثر أمانا.
وتم إطلاق هذه المبادرة بشكل رسمي على المستوى الأوربي في سنة 1998 في إطار ما سمي بـ"أسبوع التنقل"، غير أن صعوبة إقرار يوم محدد لهذه التظاهرة (يوم 22 شتنبر) أدت إلى إقرار يوم في الأسبوع بدون سيارة بكبريات المدن.
ليست هناك تعليقات