جامع القرويين بفاس
ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻴﻦ
ﺗُﻌﺘﺒﺮ ﻓﺎﺱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳّﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻴّﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢّ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻴﻦ ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳّﺴﺘﻪ ﺃﻡ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﻔﻬﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 245 ﻫـ ( ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ 30 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ 859 ﻡ ) ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﺫﻥٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲّ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﻗﺪ ﻋﻜﻔﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﻔﻬﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺍﻫﺘﻤَّﺖ ﺑﻪ، ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻇﻠَّﺖ ﺻﺎﺋﻤﺔ ﻣُﻨﺬ ﺑﺪﺀ ﺗﻌﻤﻴﺮﻩ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋﻪ . ﻭﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻴﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺑﺎﺑﺎً، ﺯُﺧﺮِﻑ ﺑﺰﺧﺮﻓﺔ ﺃﻧﺪﻟﺴﻴّﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ، ﻭﻟﻪ ﻣﻨﺒﺮ ﻣﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﻄﻌّﻢ، ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻴﻦ ﺫﻭ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﺍﻟﻤﺰﺧﺮﻓﺔ ﻭﺳﻘﻒ ﺍﻟﻤﺼﻠﻰ ﻭﺍﻟﻔﻴﺴﻔﻴﺴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻸﻩ، ﻭﺍﻟﻨﺠﻔﺔ ﺍﻟﻨﺤﺎﺳﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺪﻟّﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻒ .
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻴﻦ
ﻭﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﻴﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻠﻤﻴّﺔ ﻣﻠﺤﻘﺔ ﺑﻪ، ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﺛﻘﺎﻓﻴّﺎً ﻭﻋﻠﻤﻴّﺎً، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻗﺪﻡ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮَّﺓ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻤُﻨﻈّﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻏﻴﻨﻴﺲ ﻟﻸﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺇﺫ ﺗﻢَّ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 859 ﻡ، ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻧﺸﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ . ﻭﻗﺪ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﻭﺑُﻨﻴﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ، ﻭﻇﻠَّﺖ ﺗﺪﺭّﺱ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺤﻮﺍﻟﻲ ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺌﺘﻲ ﻋﺎﻡ . ﻭﻗﺪ ﺳﻜﻦ ﻣُﺪﺭّﺳﻮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﻬﻢ ﺃﻣّﻨﺘﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺣﻈﻮﺍ ﺑﻤُﺮﺗّﺒﺎﺕ ﻭﻣﻜﺎﻓﺂﺕ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲُ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺭﺍﺟﻌﺎً ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭّﺳﻴﻦ ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ 1789 ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻋﺎﻣَّﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺸﺒّﺚ ﺑﻬﺎ .
ليست هناك تعليقات