جهة تادة ازيلال لمحة تاريخية

ﺑﺤﻜﻢ ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺘﻴﻦ ﻓﺎﺱ
ﻭﻣﺮﺍﻛﺶ، ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻬﺔ ﺗﺎﺩﻟﺔ ﺃﺯﻳﻼﻝ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ، ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺗﺎﺩﻟﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﺣﻴﺚ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻤﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻛﺎﻟﻘﻄﻦ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﺮ
ﺑﻜﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻛﻤﺎ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻤﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻌﺪﻥ
ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ.
ﻭﻳﻌﺪ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻟﺠﻬﺔ ﺗﺎﺩﻟﺔ ﺃﺯﻳﻼﻝ ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺯﻧﺎﺗﺔ،
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘﻬﻦ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺑﺎﻟﺴﻬﻮﻝ، ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﺳﻜﻮﺭﺓ - ﺻﻨﻬﺎﺟﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ.
ﻭﺷﻬﺪﺕ ﺳﻨﺔ 683 ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺠﻲﺀ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺸﻜﻞ
ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﻓﻔﻲ ﺳﻨﺔ 789، ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻷﺩﺍﺭﺳﺔ
ﻭﻓﻲ ﺳﻨﺔ 818 ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺯﺣﻒ
ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺪﻭﻳﺔ، ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﻨﻮ ﻫﻼﻝ ﻭﺑﻨﻮ ﺳﻠﻴﻢ، ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﻌﺪ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ / ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ.
ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺍﻷﺩﺍﺭﺳﺔ ﺳﻨﺔ 789 ﺇﻟﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ ﻋﺎﻡ 1680 ﻣﺮﻭﺭﺍ
ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﻨﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻌﺪﻳﻴﻦ، ﻋﺎﺷﺖ ﺟﻬﺔ ﺗﺎﺩﻟﺔ ﺃﺯﻳﻼﻝ
ﻣﺮﺍﺣﻞ
ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻛﻞ ﺳﻼﻟﺔ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﻇﻬﺮﺕ ﺗﺎﺩﻟﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻟﻠﻴﻮ ﺃﻓﺮﻳﻜﺎﻥ ﻭﺗﺸﺎﺭﻟﺰ ﺩﻱ ﻓﻮﻛﻮﻟﺪ ﻋﺒﺮ ﻭﺻﻔﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ
ﻟﻤﻨﺎﺯﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﻗﺼﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ، ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻟﺴﻼﺳﻞ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﺗﺎﺩﻟﺔ ﺃﺯﻳﻼﻝ
ﺇﻃﺎﺭﺍ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻭﺣﺼﻨﺎ ﻣﻨﻴﻌﺎ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ.
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1955 ، ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ، ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻨﻲ ﻣﻼﻝ ﻋﻤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎﺩﻟﺔ ﻭﺳﻬﻮﻟﻬﺎ ﻭﺟﺒﺎﻟﻬﺎ .
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1974 ، ﺗﻢ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎﺳﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ: ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ
ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺑﻨﻲ ﻣﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮﻝ ﻭﺍﻟﺘﻼﻝ ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ، ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺃﺯﻳﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺃﺩﻯ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﻻﺩﺓ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﻣﺮﻛﺐ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻭﺋﺎﻡ ﻭﺗﻀﺎﻣﻦ

ليست هناك تعليقات