اسباب التعب وطرق العﻻج منه
اسباب التعب وطرق العﻻج منه
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بين فترة وأخرى بالتعب الجسدي والشعور بالضعف والإنهاك، وليس هناك شخص لم يتعرّض لمثل هذا الشعور الذي يجبره على ترك كل الأعمال وأخذ قسط كبير من الإستراحة بالجلوس أو بالإستلقاء والنوم لساعات، رغبة منه في الحصول على قدر من الراحة كي يستطيع استعادة نشاطه وقوته من جديد، ويستكمل أعماله اليومية بحيوية دون عناء.
الأطباء صنّفوا التعب الذي يشعر به الإنسان إلى نوعين: التعب الجيد والتعب السيء.
التعب الجيد:
هو التعطّب الطبيعي الذي يشعر به الشخص نتيجة قيامه بجهد عضلي أو فكري أو نفسي كبير يضطره إلى استهلاك طاقته كلّها في إنجازه، وهذا النوع من التعب لا خوف منه مطلقاً.
التعب السيء:
فهو شعور الإنسان بشكل متكرّر بالتعب والإنهاك دون قيامه بأي مجهود يذكر فقد يستيقظ من النوم متعباً أو قد يقوم بعمل بسيط للغاية ويشعر بإجهاد شديد، وهنا يبدأ القلق لأنّ ذلك يكون مؤشراً أكيداً على وجود مشكلة صحية ما، في أحد أجهزة الجسم في الكبد أو الكلى أو الرئتين أو القلب مثلاً أدت إلى عدم قدرة الشخص على إنتاج الطاقة اللازمة للقيام بأي عمل.
وفيما يلي أهم الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالتعب العام :
أسباب التعب السريع:
ــ فقر الدم " الأنيميا " :
حيث إنّ نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم تتسبب بشعور الإنسان بالإرهاق الشديد دون جهد يذكر، وغالباً ما تصاب الإناث بهذا التعب أكثر من الرجال، وذلك يعود إلى خسارتها نسبة كبيرة من الدم خلال فترة الحيض، مما يؤدي إلى نقص واضح في نسبة الحديد المعدن الأهم الذي يقوم بتوصيل الطاقة والأوكسجين للخلايا.
ــ الإكتئاب والمشاكل النفسية : حيث إنّ المشاكل النفسية تؤثر بشكل كبير على قوة الجسم، وتستهلك كل طاقته، حيث إنّ المشاكل العاطفية والنفسية كالإكتئاب والقلق مثلاً إذا زادت عن أسبوعين فإنها تؤدي إلى مضاعفات كبيرة كفقدان الشهية ونقصان كبير في الوزن، وفقر في الدم، وصداع، ودوخة متكررة، تتسبب بشعور دائم بالتعب والإرهاق.
ــ أمراض الغدة الدرقية : حيث إنّ نقص إفراز الغدة الدرقية وقلة نشاطها تتسبب ببطء عمليات الأيض في الجسم وهي التي تحول الغذاء إلى طاقة، فيصبح إنتاج الطاقة بطيئاً جداً مما يجعل الإنسان يشعر بالخمول والتعب ويكسبه المزيد من الوزن أيضاً.
اقرأ ايضا : فوائد الصمت للعقل البشري
ــ مرض السكري : حيث إنّ ارتفاع نسبة السكر في الدم تعيق وصول الغذاء للخلايا لتعطيها الطاقة والأوكسجين اللازم مما يؤدي إلى شعور بالإرهاق المستمر حتى بعد تناول كميات كبيرة من الطعام.
ــ الجفاف وتناول الكافيين بإفراط : إذ أنّ قلة شرب السوائل وأهمّها الماء مع التركيز على شرب المنبّهات الغنية بالكافيين كالشاي والقهوة تجفّف الجسم من الماء فلا تصل السوائل للخلايا، فيشعر الإنسان بالتعب الشديد.
ــ الإنسان هو جسدٌ وروح ، وهذا الإنسان كما أنّ للناس عليه حقّا وله عليهم كذلك ، فإنّ لنفسهِ و جسدِهِ عليه حقّاً أيضاً، فلا يجوز أن يهمل الإنسان نفسهُ بأي حالٍ من الأحوال وعليه أن يأخذ بالاسباب التي تحافظ على هذا الجسد الذي بين أيديه ، فهو ليس مُلكاً له ، فلو كان لهُ لما عاقب الله عزّ وجلّ الشخص الذي يُقدِمُ على الإنتحار وقتلِ نفسه بالنّار والعياذ بالله ، وقد حذّرنا الله عزّ وجلّ بأن لا نودي بأيدينا إلى التهلة والإيذاء.
جسم الإنسان لهُ طاقةُ محدّدة لا يستطيع تجاوزها أو العمل فوق استيعابها ، جسم الإنسان هو جميع الأجهزة الحسيّة الماديّة المعروفة بيولوجياً بأجهزة الجسم التي تتكون من الأعضاء والأنسجة والخلايا كوحدات بناء أصيلة لهذا الجسد ، وعندما يتجاوز الجسد الطاقة الاستيعابيّة له فإنّه يدخل في طور التعب الذي يُعتبر بمثابة جهاز إنذار للإنسان ليعلم أنّه قد دخَلَ في طور الاجهاد ويطلب من صاحبِهِ الراحة حتّى يستطيع القيام بوظائفهِ الحيويّة والطبيعية ، لذا علينا نعرف ما هي الأسباب التي تؤدّي إلى حدوث التعب في الجسم.
اسباب تعب الجسم:
إنّ لكلّ جسد طاقة استيعابيّة لا يجب تجاوزها ، لذا فإنّ تجاوز الحدّ الذي اعتاد الإنسان على العمل بهِ هو السبب الأول من أسباب تعب الجسم ، فيجب تجنّب العمل بشكل متواصل ومحاولة أخذ قسط من الراحة بين الفينة والأخرى.
السهر لأوقاتٍ طويلة دون أخذ قسط من النوم والراحة ، السهر يضعف الجسم ويؤّدي به إلى حالة من الانتباه المُستمرّ التي تأخذ من طاقة الجسم.
عدم انتظام الأوقات الطبيعيّة في حياة الإنسان ، فكثير من الناس تتطلّب طبيعة أعمالهم أن يعملوا في الليل ، طوال فترة الليل ، ويقضون النهار في النوم ، وفي هذا مُخالفة لطبيعة الإنسان ، ولطبيعة خلق الله عزّ وجلّ الليل سباتاً والنهار معاشاً يطلب فيهِ الناس أرزقاهم ، لذا يجب أن تنتظم هذهِ الأوقات وأن تعود إلى طبيعتها حتّى يذهب التعب عن الجسم الذي لم ينعم بطعم الراحة في النوم ليلاً.
عدم وجود برنامج غذائي متوازن ، فالغذاء الصحيح والسليم هو أساس القوّة الجسمانيّة ، فالشخص الذي لا يحافظ على غذائه ولا يتناول الكميّات التي تُناسب جسمه وطبيعة عملهِ التي تؤدّي بلا شكّ إلى حرق الغذاء هو أكثر عُرضة للتعب والإرهاق.
التدخين من العادات السيئة والضارّة بالجسم ، فالأشخاص المدخنين من أكثر الناس عرضةً للتعب والإرهاق. المحافظة على تناول المشروبات والسوائل وخصوصاُ الماء فنقص الماء في الجسم يؤدّي إلى الشعور بالتعب والإرهاق.
اقرأ ايضا : التغيرات الغدائية وعلاقتها بامراض العصر
العلاج:
حاول أن تتناول الطعام الصحي ما أمكنك، وبخاصة الخضروات والفاكهة والبروتينات.
ــ تذكر اهمية الإفطار فهو يمنحك الطاقة الكافية لتواصل نهارك، ويجب أن تتناول إفطارك باكراً (يفضل قبل الساعة العاشرة صباحاً) وإلا فلن يستفيد الجسم منه، فعملية الأيض تصل أقصاها في فترة الصباح الباكر.
ــ نوِّع الأطعمة في كل وجبة، ببساطة كلما كان صحنك يحتوي ألواناً أكثر كان أكثر فائدة، فهذا دليل على تنوع مصادر الغذاء فيه وأحسن فطار في الصباح هو بيضتين مقليتين مع خبز، زيت زيتون وشاي وحساء ساخن فهو يمليء المعدة طول النهار.
ــ إختر من الأغذية ما تعرف فائدته، وبخاصة فيما يتعلق بتعزيز النشاط، وعلى رأس القائمة يأتي كل من
الشوفان، الزبادي، السبانخ، المكسرات، الحبوب والبقول، البيض.
ــ تناول الكربوهيدرات المعقدة والأطعمة الغنية بالألياف فهي تمنحك الطاقة لفترات طويلة.
ــ يجب الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم مثل البنجر"باربا"، الافوكادو، البقول، البطاطا، اللبن الزبادي، السمك، عصير البرتقال، المكسرات، جنين القمح، الفول السوداني، الموز وتحتوي الحبة منه على 500 ملجم من البوتاسيوم ، الخس، والبطاطس.
إنَّ هناك بعض الأطعمة التي تساعدعلى زيادة طاقة الجسم ومقاومة التعب،أبرزها:
ــ الشوفان: يعدُّ من الأطعمة الصحية. فهو يمنح الإحساس بالشبع، ويزيد طاقة الجسم، ويقاوم الإحساس بالتعب والارهاق.
ــ الموز: واحد من أفضل الأطعمة التي تعمل على زيادة مستويات الطاقة في الجسم، فهو يحافظ على مستوى السكرفي الدم، ويبطئ من عملية الهضم، ما يعطي الشعور بالطاقة على مدار اليوم.
ــ البيض المصلوق: غني بفيتامين "ب" والبروتينات الموجودة فيه تساهم في إمداد الجسم بمستويات ثابتة من الطاقة لفترة طويلة.
ــ الرمان: يحتوي على مضادات حيوية طبيعية قادرة على ابطاء نموالبكتيريا الضارّة والفيروسات في الجسم. لذا فإنَّ استهلاك نصف كأس منه يومياً يعطي مناعة جيّدة، خصوصاً تجاه البرد والزكام والأنفلونزا.
ــ المكسّرات النيئة والفواكه المجففة: غنيّة بمزيج من الدهون الصحية والبروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات والألياف الطبيعية. وهي تمدُّ الجسم بمستويات ثابتة من الطاقة.
ــ العدس: من أكبرمصادرالطاقة ، وهومن أكثرالأطعمة الصحية التي تعمل على زيادة مستويات الطاقة في الجسم، والتخلص من التعب والارهاق.
اقرأ ايضا : علاقة التغدية بالامراض المزمنة
حبَّة البركة: إنَّ تناول ملعقة صغيرة منها صباحاً يعطي الجسم نشاطاً خلال ساعات النهارالطويلة. وأثبت العديد من الدراسات العلمية الحديثة فاعليتها في تنشيط الجهازالمناعي، وخفض ضغط الدم، ومقاومة الالتهابات ، وتخفيف آلام المفاصل وأعراض الحساسية.
عصير الفواكه: ينصح بشرب كأس من عصير الفواكه، وعصير البرتقال بشكل خاصّ، فهو يحتوي على عناصر غذائيّة وفيتامينات من شأنها أن تعطي الجسم الطاقة اللازمة له، فيعطي شعوراً بالنشاط والتخلّص من الكسل.
قشور البرتقال: نقشّر حبة من البرتقال، ثمّ نترك قشورها في الشمس لتجفّ لمدّة يومين، ثمّ نطحن قشورها جيداً، ونأخذ منها ما يعادل ملعقتين كبيرتين، ثم نغليها مع الماء المحلّى، ونشرب الماء بعد أن يبرد.
حبوب السمسم: يعالج السمسم حالة الخمول بشكل ملحوظ وفعّال وذلك لاحتوائه على المغنيسيوم الذي يمدّ الجسم بالطاقة والحيوية، وذلك عن طريق تناول ملعقة صغيرة من حبوبه كلّ يوم.
الثوم:يحتوي على مادَّة الليسين، التي تقوّي المناعة وتمنع الالتهابات.
الزيوت العطرية: يمكن أن نستخدم بعض الزيوت في علاج الكسل والخمول، ومن هذه الزيوت:
زيت إكليل الجبل، وزيت الكافور، وذلك عن طريق شّمها، أو وضعها في أنبوبة زجاجيّة مثل علبة العطر، ورشّ رذاذها في البيت، فهي تعطي نوعاً من الحيوية والنشاط للجسم
نصيحة: في حال شعرنا بالكسل والخمول، يعتبر الاستحمام من الحلول السريعة والتي من شأنها أن تجدد نشاط الجسم والدورة الدموية.
(ذة .شافية كمال)
ليست هناك تعليقات