الجلباب البزيوي من بلدة مهمشة ومنسية الى اللباس الرسمي للدولة

ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻬﻤﺸﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ

ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﻫﻮﻳﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ، ﻭﺗﻔﺮﺩﻩ ﻋﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ، ﺍﻟﻄﺒﺦ، ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺍﻟﺮﻗﺼﺎﺕ، ﺍﻷﻫﺎﺯﻳﺞ، ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ، ﻭﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻧﺸﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻫﺎﺯﻳﺞ ﻭﺍﻟﺮﻗﺼﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .

ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻟﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﺗﻜﺸﻒ
ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪ . ﻓﻨﻤﻴﺰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻭﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ … ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻋﺮﻳﻖ ﻣﺘﻨﻮﻉ ﺗﻔﻨﻨﺖ ﺃﻧﺎﻣﻞ ﺍﻟﺼﻨﺎﻉ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﻛﺘﻪ، ﺧﻴﺎﻃﺘﻪ ﻭﺗﻄﺮﻳﺰﻩ ﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﺒﺎﺳﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ، ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻟﺒﺴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ …
ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺑﻴﻦ ﺟﻼﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺟﻼﺑﻴﺐ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﻄﻘﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﻴﻔﻲ ﺍﻟﺨﻔﻴﻒ ﻭﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺘﻮﻱ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ، ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺓ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻜﺎﻥ ﺻﻨﻌﻪ ﻓﻴﻘﺎﻝ ‏( ﺟﻠﺒﺎﺏ ﻭﺯﺍﻥ ﺟﻠﺒﺎﺏ ﻛﺎﻟﺔ، ﺟﻠﺒﺎﺏ ﻓﺎﺱ، ﺟﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻭﻥ، ﺟﻠﺒﺎﺏ ﺍﻷﻃﻠﺲ .. ‏) ﺃﻭ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻧﺴﺠﻪ ‏( ﺟﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺒﺔ، ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻤﺮﻱ،(… ﺃﻭ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ‏( ﺟﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﻮﻑ، ﺟﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ، ﺟﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﺍ، ﺟﻠﺒﺎﺑﺎ ﺍﻟﺴﺪﺍ ‏( ﺑﺘﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﻦ ‏) (…
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻳﻈﻞ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﺭﻗﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺧﺘﻴﺮ ﻟﺒﺎﺳﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ، ﻳﻠﺒﺴﻪ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺱ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﺝ ﻭﺧﺘﺎﻥ ﻭﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺄﺑﻴﻦ، ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﻌﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻟﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﺗﻮﺩﻳﻊ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ … ﻳﺘﺰﻳﻦ ﺑﻪ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻧﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﺯﺭﺍﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻛﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ، ﻭ ﺣﻔﻞ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ … ﻭﻳﻠﺒﺴﻪ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻤﺮﻩ … ﻭﺑﻪ ﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﺍﻟﻤﻐﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﺯﻓﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻛﻄﺮﺏ ﺍﻵﻟﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ،
ﻭﻃﺮﺏ ﺍﻟﻤﻠﺤﻮﻥ … ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ، ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﻲ ﺇﻻ ﻭﻧﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺴﻬﺎ … ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺗﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﺃﻳﻦ ﺗﻘﻊ ﺍﺑﺰﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻼﺑﺔ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻳﺔ؟ ﻭﻣﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ؟ ﻭﻣﺎ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺻﻨﻌﻪ؟ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻏﺪﺍ ﻟﺒﺎﺳﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ؟
ﺍﺑﺰﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮﻯ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻬﻤﺸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ، ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﺑﺪﻻﻻﺕ ﻗﺪﺳﻴﺔ ﺇﺫ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﺑﺰﻭ ﻋﻠﻰ ‏( ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻐﻤﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻤﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻭﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺃﻛﺪﻱ ﻗﺪﻳﻢ ﻳﻤﺜﻞ ﻛﺜﻠﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺎﻃﺘﻴﻦ ﺑﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺪﺀ ‏) 1 ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﺑﺰﻭ ﻋﻠﻰ ‏( ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻹﻟﻪ “ ﺃﻧﻜﻲ ” ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﺬﻭﺑﺔ ﻭﻣﺎﻧﺢ ﺍﻟﺨﺼﺐ ‏) ﺇﻧﻪ ﺗﺠﻤﻊ ﻟﺠﺞ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﻣﻨﻬﺎ ‏( ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺠﺪﺍﻭﻝ ﻭ ﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ‏) ﻣﺜﻞ ﺩﺟﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ، ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻫﻤﺎ ‏( ﺃﺏ - ﺯﻭ ﻭﺗﻤﺎﺕ ‏) ﻣﻦ ﺗﻢ ﻓﺎﺏ - ﺯﻭ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻷﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻗﺪ ﻧﻄﻘﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ‏( ﺃﺑﺴﻮ ‏) ، ﻭﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﺰﻭ ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺭﺍﺑﻴﻼ ‏( ﺇﺭﺑﺪ ‏) ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ …

ﺃﻣﺎ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﻛﻠﻤﺔ “ ﺍﺑﺰﻭ ” ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺟﻢ ﺑﺪﻻﻻﺕ ﻭﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ‏( ﺍﻟﺒﺰْﻭُ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﺳﻤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺯﻱ ‏) 2 ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺑﺰﺍ ﺑﺰﻭﺍ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺑﺰﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞُ ﺃﻱ ﺧﺮﺝ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﺩﺧﻞ ﻇﻬﺮﻩ، ﻭﺑﺰﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞَ ﻗﻬﺮﻩ ﻭﻏﻠﺒﻪ .… ﻭﺍﻟﺒﺰ ‏( ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ‏) 3 ﻭﺍﻟﺒﺰﺓ ﺍﻟﻠﺒﺴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻓﺔ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯﺓ ﻟﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﻧﻲ “ ﺍﺑﺰﻭ ” ﻻ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻬﻴﺄﺓ ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﺑﺰﻭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﺃﺭﻗﻰ ﻟﺒﺎﺱ ﺭﺳﻤﻲ ﺭﺟﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ؟؟؟
ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺍﺑﺰﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺃﺣﺪ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺃﻗﻠﻴﻢ ﺃﺯﻳﻼﻝ ﺍﻷﺭﺑﻊ ‏( ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺃﺯﻳﻼﻝ / ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺩﻣﻨﺎﺕ / ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺃﻓﻮﺭﺍﺭ ﻭﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﺑﺰﻭ ‏) ﻭﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﺑﺰﻭ ﺗﺠﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﻳﻀﻢ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﺮ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺷﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻮﺡ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻸﻃﻠﺲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﻭﻫﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﻗﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺑﻴﻦ ﻓﺎﺱ ﻭﻣﺮﺍﻛﺶ، ﻣﻤﺎ ﺍﻛﺴﺒﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ 4 ، ﻭﻭﺻﻔﻬﺎ ﻟﻴﻮﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺳﻨﺔ 1521 ﻡ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ‏( ﺍﺑﺰﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻝ، ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﺎ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ، ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝ، ﻭﺳﻜﺎﻥ ﺍﺑﺰﻭ ﻛﻠﻬﻢ ﺗﺠﺎﺭ، ﺃﻣﻨﺎﺀ ﺣﺴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻬﻨﺪﺍﻡ، ﻳﺼﺪﺭﻭﻥ ﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭﺍﻟﺰﻳﺖ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﺗﺠﻔﻴﻒ ﻋﻨﺐ ﺫﻱ ﻟﻮﻥ ﻭﻣﺬﺍﻕ ﻋﺠﻴﺒﻴﻦ ﻭﻋﺪﺩﺍ ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻴﻦ، ﻭﻫﻲ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺿﺨﻤﺔ، ﻭﺗﺒﻠﻎ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺠﻮﺯ ﺣﺪﺍ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺗﻔﺎﻉ . ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﺃ ﺗﻌﺸﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻣﺎﻥ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻠﻖ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ . ﻭﻣﻨﺤﺪﺭ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻣﺤﺮﻭﺙ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮ . ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺰﻭ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻱ، ﺣﻴﺚ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﻤﺶ ﻭﺍﻟﺘﻴﻦ ﻧﺎﺿﺠﺔ، ﻭﺃﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﺗﻤﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ‏) .5 ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺆﺭﺥ ﺑﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻴﺮﺍ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﻴﻦ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﻓﻲ ﺍﺑﺰﻭ ﻣﺸﻴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺳﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺝ : ‏( ﺍﺑﺰﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ، ﺗﻀﻢ ﺃﺯﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺳﺎﻛﻦ، ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻻﺋﻖ ﻣﻼﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻫﻖ
ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺲ، ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﻭﺑﺮﻭﺝ ﻣﺸﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﻮﺛﻖ ﺑﺎﻟﺠﻴﺮ … ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺑﺮﺑﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺼﻤﻮﺩﺓ، ﻧﺴﺎﺅﻫﻢ ﺑﻴﺾ، ﺟﻤﻴﻼﺕ، ﺃﻧﻴﻘﺎﺕ . ‏)
ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﺑﺰﻭ ﺑﻴﻦ ﻓﺎﺱ ﻭﻣﺮﺍﻛﺶ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻤﺮﺍ ﻟﻠﻘﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﺫ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﺍﺑﺰﻭ ﻳﺴﻤﻰ ‏( ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠِﻤﺎﻝ ‏) ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﺗﺴﻠﻜﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻬﺪ ﻗﺮﻳﺐ ، ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﺎﻣﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ .
ﻭﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﺟﻠﺒﺎﺏ ﺧﻔﻴﻒ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺤﻈﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﻟﺒﺴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻭﻃﻨﻴﺔ، ﻭﺭﻏﻢ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﺮﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻓﻼ ﺯﺍﻟﺖ ﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺳﻔﻮﺡ ﺍﻷﻃﻠﺲ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻭﻱ ﻳﺪﻭﻳﺔ، ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺍﺭﺛﻬﺎ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﻗﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺟﺰ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭ ﺑﻴﻊ ﺃﻭ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ، ﻓﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﺑﻴﺴﻴﺔ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ …
ﻳﺒﺘﺪﺉ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﺑﺠﺰ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﺑﺰﻭ ﻳﺒﺪﻟﻮﻥ ﺍﻟﺠﻴﻢ ﺑﺎﻟﺪﺍﻝ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ‏( ﺩﺯ ‏) ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ‏( ﺍﻟﺪﺯﺍﺯﺓ ‏) ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺻﻴﻔﺎ، ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻤﺸﻤﺲ ﺑﺠﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﻜﺎﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ، ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺰ / ﺍﻟﺪﺯ ﺑﻤﻘﺺ ﺣﺪﻳﺪﻱ ﺧﺎﺹ، ﻓﻲ ﻃﻘﻮﺱ ﺍﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻘﺮ ﺫﺑﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ .

ﻳﺨﺰﻥ ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺾ ﻣﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻟﻔﺎﺱ ﻭﻣﺮﺍﻛﺶ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻳﺎﺕ ﻳﻨﺴﺠﻦ ﺍﻟﺰﺭﺍﺑﻲ ﻭ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ …
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﺑﺰﻭ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺞ، ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻧﺴﺞ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎﻩ ﻋﻴﻦ “ ﺗﺎﻣﺪﺓ ” – ﻭﻫﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻭﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻤﻴﺰ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﻨﺒﻌﺎ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﺎﻝ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻛﺎﻷﺳﻮﺍﺭ ﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻱ ﻭﻃﻴﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﺷﻖ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺁﻣﻨﺎ ﻟﻠﺘﻌﺸﻴﺶ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﺛﺮ، ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ‏( ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ ‏) ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺠﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ - ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺴﻞ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭ ﺗﻬﻴﻴﺌﻪ ﻭﻓﻖ ﻃﻘﻮﺱ ﺧﺎﺻﺔ . ﻭﺑﺄﺩﻭﺍﺕ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺃ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﻑ “ ﺑﻄﺎﻧﺔ ” ‏( ﺟﻠﺪ ﺧﺮﻭﻑ ﻣﺴﻠﻮﺥ ﺑﺼﻮﻓﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺬﺑﺢ ‏) ﺃﻡ ﺻﻮﻓﺎ ﻣُﺠﺰّﺍ . ﻳﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺗﺤﺖ ﺷﻼﻝ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺃﺟﺰﺍﺋﻪ، ﻳﺮﻓﻊ ﻭﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﻮﺭ ﻣﻠﺴﺎﺀ ﺃﻋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ، ﻳﻔﺮﻍ ﻣﺴﺤﻮﻕ ﻧﺒﺎﺗﻲ ﻣﻨﻈِّﻒ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﺤﻠﻴﺎ ‏( ﺗﻴﻐﺸﺖ ‏) ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﺼﻮﻑ، ﻭ‏( ﺗﻴﻐﺸﺖ ‏) ﺟﺬﻭﺭ ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻒ، ﻭﻳﺘﻢ ﺩﻗﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺷﺒﻪ ﻣﺴﺤﻮﻕ
.

ﻳﻔﺮﻙ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺜﻨﺎﻳﺎ ، ﺗﻘﻠﺐ ‏( ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ‏) ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺠﻠﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﺼﻲ ﺗﻨﻬﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻑ، ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﻥ ﻧﺴﺎﺀﻫﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﺼﻮﻑ .

ﺑﻌﺪ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﺿﺮﺑﺎ ﺗﻌﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﺘﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ
ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﻕ، ﻭﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﺳﺎﺥ ﻭﻋﻮﺍﻟﻖ؛ ﺗﺒﻦ، ﺩﻫﻮﻥ ﺃﻭ ﺩﻣﺎﺀ ﻋﻠﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻭﺍﻟﺴﻠﺦ، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺗﺠﻔﻴﻔﻬﺎ ﺑﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ ﺃﻭ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻘﺎﻃﺮ ﻣﺎﺅﻫﺎ، ﻗﺒﻞ ﺭﺟﻬﺎ ﻭﺗﺤﺮﻳﻜﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻴﻦ ﻟﻴﺘﻄﺎﻳﺮ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺼﻮﻑ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ .

ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻞ، ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻒ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻪ ﺃﻳﺔ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺧﻠﺨﻠﺔ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺑﻤﺸﻂ ﻛﺒﻴﺮ، ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻭﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻣﻌﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ .
ﻓﺒﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻗﺪ ﻧﻀﺞ، ﻭﺳﻬﻞ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻠﺪ، ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺸﻂ ﻭﺗﺪﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺗﺠﺬﺑﻪ ﻓﻴﻔﺼﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻠﺪ، ﻭﻟﻤﺎ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﻤﺸﻂ ﺻﻮﻓﺎ، ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺸﻄﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﺎﺭﻏﺎ، ﻭﻋﺒﺮ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻣﻦ ﻣﺸﻂ ﻵﺧﺮ، ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺑﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﻄﻴﻦ ﻧﺘﻔﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺻﻮﻓﺎ ﻧﺎﻋﻤﺎ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻧﺎﺻﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺴﻤﻰ ‏( ﺧﻠﺨﻠﺔ ‏) .
ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻻ ﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﻤﺮﻳﺮﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺷﻞ ﻭﻫﻲ ﻟﻮﺣﺘﺎﻥ ﺧﺸﺒﻴﺘﺎﻥ ﻣﺮﺑﻌﺘﺎ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻘﺎﺑﺾ، ﺗﻠﺼﻖ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺻﻔﻴﺤﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﺴﺎﻣﻴﺮ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ، ﻳﻮﺿﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻌﺪ ﺣﻜﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺲ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻌﻮﻣﺔ .

01 Résultat de recherche d’images pour “ ﺍﻟﻤﻐﺰﻝ ﺍﻟﻴﺪﻭﻱ ”
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﻠﺨﻠﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺳﻨﺎﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺞ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺷﻞ، ﻭﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﺴﻨﺎﺑﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻂ، ﺇﺫﺍ ﺗﺠﻠﺲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺗﻤﺴﻚ ﺍﻟﻤﺸﻂ ﺑﻘﺪﻣﻴﻬﺎ، ﻭﺗﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺎﺑﻞ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ .

ﺑﻌﺪ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻨﺎﺑﻞ، ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻨﻘﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻩ، ﺗﻤﺮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻨﺒﻠﺔ ﺃﻣﺎ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻠﻬﻠﺘﻬﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺑﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﺣﺒﺔ ﺃﻭ ﻋﻘﺪﺓ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﺗﻨﺰﻋﻬﺎ ﺑﺸﻔﺘﻴﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﺩﺭﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺴﻨﺒﻠﺔ ‏( ﺍﻟﺴﺒﻮﻟﺔ ‏) ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻟﻠﻐﺰﻝ ، ﺗﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺰﻝ ﻳﺪﻭﻱ، ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﻮﺩﻳﻦ ﺻﻐﻴﺮﻳﻦ ﺃﻣﻠﺴﻴﻦ، ﺗﻠﻒ ﺍﻟﺴﻨﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻳﺘﻢ ﺇﺛﻘﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺨﺮﺯﺓ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺩﻛﺎﻟﺔ ‏( ﺛﻘﺎﻟﺔ ‏) ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺰﻝ، ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ ﺍﻷﻧﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺑﺮﻡ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﻳﻨﺴﺎﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﺎﻣﻞ ﺧﻴﻮﻃﺎ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻧﺎﺻﻌﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ .

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻝ ﺑﺎﻟﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﻳﺘﻢ ﺃﻓﺮﺍﻏﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺑﻠﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺑﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻦ ﺗﺎﻣﺪﺓ ﻟﺘﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﺳﺎﺥ ﺃﻭ ﻋﺮﻕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻐﺰﻝ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺑﻤﺴﺤﻮﻕ ﻋﺎﺩﻱ، ﺗﻮﺿﻊ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻓﻲ ﺭﻏﻮﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺸﺮﺏ ﺍﻟﺮﻏﻮﺓ، ﻓﺘﻨﻘﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﻣﻠﺴﺎﺀ ﻭﺗﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺿﺮﺑﻪ ‏( ﺑﺨﺒﺎﻃﺔ ‏) ﻭﻫﻲ ﻫﺮﺍﻭﺓ ﻣﺴﻄﺤﺔ ﻣﻠﺴﺎﺀ ﻣﻌﺪﺓ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ، ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻢ ﻓﺮﻙ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺟﻴﺪﺍ، ﻗﺒﻞ ﺗﺨﻠﻴﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻏﻮﺓ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺮﻗﺮﺍﻕ، ﻭﻗﺪ ﻏﺪﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻈﺎﻓﺔ .

ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ، ﻫﻲ ” ﻛﺒﺮﺗﺔ ” ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻭﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻟﺪﺧﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ : ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻳﺖ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻓﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺮ، ﻭﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﺗُﺤﻀﺮ ﺳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺐ، ﺗﻀﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻮﺑﺎ ﻧﻈﻴﻔﺎ ﺃﺑﻴﺾ ﺍﻟﻠﻮﻥ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺗﺮﺗﺐ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﻴﻔﺔ، ﻭﺗﻐﻄﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﺑﺜﻮﺏ ﺃﺑﻴﺾ ﻧﻈﻴﻒ، ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﻠﺔ ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺗﺘﺸﺒﻊ ﺑﺪﺧﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ، ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻗﺪ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺑﻴﺎﺿﺎ ﻭ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻨﺎﺻﻊ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ .


ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻜﻮﻥ ‏( ﺍﻟﺴﺪﺍ ‏) ‏( ﺑﺘﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﻦ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﺟﻮﺩﺗﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺎﻧﺔ، ﺍﻟﺪﻗﺔ،ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﺍﻟﻠﻮﻥ … ﻓﺒﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺭﻗﻴﻘﺎ، ﻣﺘﻴﻨﺎ، ﺳﻠﺴﺎ،، ﻧﺎﺻﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻮﺩﺗﻪ، ﻭﻟﻴﺴﻬﻞ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺗﻔﻀﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻓﻲ ﻛﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺴﻤﻰ ‏( ﺍﻟﺘﻜﺒﺎﺏ ‏) ﺃﻱ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺇﻟﻰ ﻛُﺒَّﺔٍ ﺃﻱ ﻛﺮﺓ ﺗﺘﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻐﺰﻝ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﺨﻴﻮﻁ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎﺋﻞ ﻻ ﻳﻼﻣﺲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﻜﺄﺱ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻭﺇﺑﺮﻳﻖ ﺗﻀﻊ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻐﺰﻝ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﺩﻭﺭﺍﻧﻪ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﺴﺤﺐ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻳﺪﻭﻳﺎ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﺍﻟﻜﺒﺔ ‏( ﻛﺮﺓ ﺍﻟﺨﻴﻂ ‏)


ﻭﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ ﻳﺘﻢ ﺩﻕ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺗﺎﺩ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺧﻂ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ، ﺗﺠﻠﺲ ﺍﻣﺮﺃﺗﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺗﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻮﺗﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺼﺎﺭﻱ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭﺍﻹﻳﺎﺏ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺗﺴﻠﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﻟﺘﺜﺒﺘﻪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺗﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ‏( ﺍﻟﺼﺎﺭﻱ ‏) ﻧﻘﻄﺔ ﻟﺘﻌﻴﻴﺮ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺷﻜﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ . ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺏ ‏( ﺗﺠﺮﻳﺔ ‏) ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﻱ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺗﺮﺩﺩ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻬﺎ .

ﺑﻌﺪ ‏( ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺔ ‏) ﻳﺘﻢ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ ﺑﺎﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻷﻭﺗﺎﺩ ﺑﻘﻀﺒﺎﻥ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﺳﻠﺴﺔ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻜﻤﺜﺮﻯ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺃﺭﺑﻊ ﻗﺼﺒﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮﺍﺯ ﻗﺼﺒﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻘﺼﺒﺎﺕ، ﻳﺮﺑﻂ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺑﺨﺸﺒﺔ ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﻣﺘﺒﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﺠﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ ، ﻭﺗﺘﻜﻠﻒ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺯﻭﺟﻴﻦ، ﻛﻞ ﺯﻭﺝ ﻳﻤﺴﻚ ﻗﺼﺒﺘﻴﻦ ﻳﺤﺮﻛﺎﻧﻬﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺗﺴﻬﻴﻼ ﻟﻔﺮﺯ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ، ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻴﺸﻜﻞ ‏( ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ‏) ﺇﻱ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﻨﺴﺞ، ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻄﻮﻯ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺑﺈﺣﻜﺎﻡ ﻭﺩﻗﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ ﻣﻮﺍﺯﻳﺔ ﻟﻠﺨﺸﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ . ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺸﺒﺘﻴﻦ .

ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﺪ ﺃﻋﺪﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ : ﻋﻤﻮﺩﺍﻥ ﺧﺸﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻂ ، ﻳﺴﻤﻴﺎﻥ ‏( ﻭﻗّﻔﺎﺕ ‏) ﻷﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ، ﻳﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻳﻦ، ﻭﻳﺴﺪﻝ ﻣﻨﻪ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺘﺮﻳﻦ ،ﻭ ﺗﺜﺒﺖ ﺍﻟﺨﺸﺒﺘﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻮﻳﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺧﻴﻮﻁ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ، ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻭﺣﻔﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ،

 ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﻏﻄﺎﺋﻪ ﺩﺭﺀﺍ ﻟﻠﻐﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ :
ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻷﻧﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ‏( ﺍﻟﺴﺪﺍ ‏) ﺃﻓﻘﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ‏( ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ‏) ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﺧﻴﻂ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﻤﺸﻂ ﺣﺪﻳﺪﻱ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺑﻀﺮﺑﺎﺕ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻂ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻱ ﺫﻱ ﺍﻟﻤﻘﺒﺾ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﻣﺰﻳﻨﺎ ﺑﺤﻠﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺒﻴﻦ، ﺗﺤﺪﺛﺎﻥ ﺭﻧﻴﻨﺎ ﺭﺗﻴﺒﺎ ﻳﺴﺎﻳﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﺮﺏ ‏( ﺍﻟﺴﺪﺍ ‏) ﻭﺗﺜﺒﺘﻪ

، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ، ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺝ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ‏( ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ‏) ﻓﺘﻀﻄﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ‏( ﺍﻟﻌﻀﺎﺿﺎﺕ ‏) ، ﻭﺍﻟﻌﻀﺎﺿﺔ ﺧﺸﺒﺔ ﻣﺨﺮﻭﻃﻴﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻳﻤﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻴﻂ ، ﻣﺮﺑﻮﻁ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﺧﺸﺒﻴﺔ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺬﺏ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﻫﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ، ﺗﻠﻒ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎﺵ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺝ، ﻭﺗﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﻫﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ، ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺠﺬﺏ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺗﻌﺾ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻟﺘﺸﺪﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺝ ﻣﺸﺪﻭﺩﺍ :

ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻨﺴﺞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺸﺒﺮﻳﻦ ﺗﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺸﺒﺔ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ، ﻭﺗﺮﺧﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ، ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ، ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻃﻲ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺝ ﺍﻷﺳﻔﻞ، ﻭﺇﺭﺧﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﻔﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺸﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻟﻔﺔ ، ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﻭﻫﻲ ‏( ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺝ ‏) ﻭﺗﻌﻨﻲ ﻗﻄﻊ ﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ، ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﺟﺎﻫﺰﺍ ﻟﻠﺘﺴﻮﻳﻖ :

ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺟﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺸﻜﻞ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﺮﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻳﻤﺘﺰﺝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﺑﻤﺎ ﺗﻐﺰﻝ ﺃﻧﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ، ﻭﻳﻼﺣﻆ ﻣﺪﻯ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ، ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺗﺘﺸﺒﺚ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻷﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻐﻄﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ، ﻭﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻳﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻟﺘﻨﺴﺞ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻏﺴﻞ ﺃﻳﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ، ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ، ﻓﺼﺎﺑﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺴﺞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻈﻞ ﻧﻈﻴﻔﺎ، ﻻ ﻳﻠﻤﺴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺴﺠﺎﺕ، ﻓﺎﻟﺜﻮﺏ ﺃﺑﻴﺾ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺣﺮﻳﺼﺎﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻈﻞ ﻓﻲ ﻧﺼﺎﻋﺘﻪ، ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ ﺑﺪﺀﺍ ﺑﻐﺴﻞ ﺍﻟﺼﻮﻑ، ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﻐﺴﻞ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻓﺤﺮﺹ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺴﺠﻦ ﻭﻏﺴﻞ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﻛﻠﻤﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺘﻨﺴﺞ …
ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺗﺒﻴﻊ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺠﺘﻪ ﺃﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﻟﺰﺑﻮﻥ ﻏﺮﻳﺐ ﺩﻭﻥ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ ﺗﺒﺎﻉ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ‏( ﺍﻟﺴﻮﻳﻘﺔ ‏) ﻭﻫﻲ ﺳﻮﻕ ﺃﺳﺒﻮﻋﻲ ﻳﻌﻘﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻊ ﺁﺫﺍﻥ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﺗﺘﻮﺍﻓﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﺮ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺷﺮ ﻛﻞ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﺃﺑﺪﻋﺖ ﺃﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻠﻔﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺩﻳﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻧﻈﻴﻔﺔ، ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺎ ﻧﺴﺠﺖ ﻟﺪﻻﻝ ﻳﻌﺮﺽ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺃﻭ ﺑﺄﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻳﻘﺔ ﺑﺤﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻟﻴﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻤﺰﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ، ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺪﻻﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺚ ﺍﻟﺨﻄﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻣﻔﺘﺘﺤﺎ ﺍﻟﻤﺰﺍﺩ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ : ‏( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ … ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ‏) ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺩ ﺛﻤﻨﻪ ﺑﻌﺪ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﻝ ﻣﺸﺘﺮ ﺛﻤﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﺪﻭ ﺍﻟﺪﻻﻝ ﻳﺮﺩﺩ ﺍﻟﺜﻤﻦ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﺿﺎﻑ ﻣﺸﺘﺮ ﻣﺒﻠﻐﺎ، ﻳﺮﺩﺩ ﺍﻟﺪﻻﻝ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺰﺍﺩ ﻓﻴﻘﺘﻨﻲ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺳﺎ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﻃﻮﻻ ﻭﻋﺮﺿﺎ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﻫﻮ ﻭﺣﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﺎﻟﻌﺮﺽ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺫﺭﻉ ﻭﺍﻟﻄﻮﻝ ﺳﺘﺔ ﺃﺫﺭﻉ ‏( ﺍﻟﺪﺭﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺇﻟﻰ ﺭﺃﺱ ﺃﺻﺒﻊ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺪ ‏) ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﺠﺐ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ، ﻳﺮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻠﺒﺎﺑﻬﺎ ﻟﺘﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻓﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ‏( ﺍﻟﺒﺎﺋﻌﺔ ‏) ﻫﻲ ﻣﻦ ﻳﺪﻓﻊ ‏( ﺃﺗﻌﺎﺏ ﺍﻟﺪﻻﻝ ﻭﺩﻣﻐﺔ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ‏)
ﺑﺎﻟﻤﺰﺍﺩ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ، ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺣﻴﺪﺓ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺞ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻷﻥ ﻧﺴﺞ ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻳﺔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺯﻝ، ﻭﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﺎﻣﻼﺕ ﻳﻠﺘﺰﻣﻦ ﺑﺰﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻞ ﺑﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ، ﻷﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻗﺮﻭﻳﺎﺕ، ﺗﻔﻀﻠﻦ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻟﻠﻤﻌﺎﻣﻞ ﺳﻴﺤﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ … ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ، ﻭﺃﺟﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ .
ﻭﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﻓﻲ ﻧﺴﺠﻪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ‏( ﺍﻟﺴﺪﺍ ‏) ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﺒﺎﺑﺎ ﺃﻭ ﺑﺮﻧﺴﺎ، ﻭﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻠﻪ ﺣﺮﻳﺮ ؛ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﺃﻣﺎ ﺣﺮ ﺃﻭ ﻋﺎﺩﻱ ، ﻭﻧﻮﻉ ﻳﻤﺘﺰﺝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ‏( ﻋﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺣﺮ ‏) ﺑﺎﻟﺴﺪﺍ ﻭﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ 1500 ﺩﺭﻫﻢ ﻭ 4000 ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻐﺮﺑﻲ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﺍﻵﻛﺜﺮ ﺗﺪﺍﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻭﻱ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻓﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺰﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﺼﺒﻐﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ .…
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺰﺍﺩ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺎ ﻧﺴﺠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻳﺠﻮﺑﻮﻥ ﺑﺒﻀﺎﻋﺘﻬﻢ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻛﺒﺎﻋﺔ ﻣﺘﺠﻮﻟﻴﻦ، ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﺑﺎﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻭﺳﻄﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ، ﻭﻳﻌﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻮﺳﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﺢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﻳﺠﻨﻲ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﻃﺘﻪ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﺗﺠﻨﻴﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻗﻀﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺗﻜﺪ ﺑﺠﺪ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺗﻌﺬﺏ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ، ﺍﻟﻜﺪ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ …
ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻸﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﺎﺭﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﺭﻣﺰﺍ ﻟﻠﺪﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻚ، ﺍﻟﻌﺰﻝ، ﺍﻟﻨﺴﺞ، ﺍﻟﺤﻴﺎﻛﺔ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻧﺎﻗﺔ ﻭﺍﻷﺑﻬﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻤﻦ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻋﻤﻖ ﺍﻷﻃﻠﺲ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﻬﺮﺍﻗﺔ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﺟﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ .
ﻭﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻀﺮٍ ﻣﺘﻮﺍﺭﺙٍ، ﻭﻋﺮﺍﻗﺔٍ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔٍ، ﻭﺣﺮﺹٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ، ﻭﺇﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﺗﺸﺒﺚ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﻟﻤﺰﺍﺩ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﺪﻻﻟﻮﻥ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﺟﻤﺎﻋﻴﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻸ، ﻛﻤﻴﺜﺎﻕ ﺷﺮﻑ ﻳﻌﻠﻨﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ، ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﻟﻤﺰﺍﺩ، ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ، ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ …
ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻢ ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﻳﻐﺮﻣﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﻓﺨﻠﺪﻭﺍ ﺳﺤﺮﻫﺎ، ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻓﻨﻴﺔ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ، ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ، ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺳﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻓﺘﺘﻦ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﻭﻃﻴﺒﺔ ﻭﻛﺮﻡ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻓﻨﻈﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﻈﻤﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﺑﺰﻭ :
ﺳَﻴِّﺪَﺓُ ﺍﻟﺤُﺴﻦِ : ﺍﺑﺰﻭ ﺳﻨﺎﺀُ ﺗَﺮَﺑَّﻌَﻠْﺖ ﻋَﺮﺵَ ﺍﻟﺘِّﻼﻝْ ﻳُﻀﺎﻫﻲ ﭐﺑْﺘِﺴﺎﻡَ ﺍﻟْﻬِﻼ
ﻧﻌﻤَﺎﺀُ ﻣُﻬﺮﺍﻗَﺔٌ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝِ ﺍﻟﺨُﻄﻰ ﺗَﺸْﻔِﻲ ﺃَﻭﺟَﺎﻉَ ﺍﻟﻈِّﻼﻝْ
ﻣِﻴَﺎﻩٌ ﻣُﻬْﺮﺍﻗَﺔٌ ﻏِﻨﺎﺅُﻫﺎ ﻟَﺤْﻦٌ ﺷَﺂﻣِﻲُّ ﻳُﻀﺎﻫﻲ ﭐﺑْﺘِﺴﺎﻡَ ﺍﻟْﻬِﻼﻝْ
ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﺃﻫﺬﻱ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﺃﻡ ﻫﺬﻱ ﺑﺰﻭ ﻣﻨﻰ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻟﻮ ﻳﺪﻭﻡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔــﻮﺯ
ﺗﺠﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ
ﺯﻳﺎﺗـﻴﻦ ﻭﺍﻟـﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨـﻮﺥ ﻭﺍﻟﻤـﻮﺯ
ﻇﻼﻝ ﻇﻠﻴﻼﺕ ﻭﻣﺎﺀ ﻭﺧﻀﺮﺓ ﻓﻠﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺣﺮﺯﺕ ﻣﺴﺎﻛﻨﻲ ﺍﺑـــــﺰﻭ .
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺛﺎﻟﺜﺔ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﺑﺰﻭ ﻭﺗﺠﻮﺏ ﻇﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﺀ ﺑﻴﻦ ﺃﺯﺍﻫﺮ ﻳﺎ ﺁﻝ ﺍﺑﺰﻭ
ﺃﺃﻫﻞ ﻛﻞ ﻓﻀﻴﻠــــــــﺔ ﻻ ﺯﻟﺘﻢ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﻴﺶ ﻧﺎﺿـــﺮ .
ﻭﻗﺪ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﺃﻥ ﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ، ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺒﺎﺷﺎﻭﺍﺕ ﻭﻛﻞ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺃﻋﻴﺎﻧﻬﺎ ﻟﺒﺎﺳﻬﻢ ﺍﻟﻤﻔﻈﻞ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ، ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﺗﻮﺍﺭﺙ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭ ﻟﻠﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .
Résultat de recherche d’images pour “ ﺧﻴﺎﻃﺔ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ”
ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻳﻌﺪ ﺃﻫﻢ ﻣﺤﺮﻙ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ : ﻓﻬﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺸﻐﻞ ﻟﻠﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻨﺴﻮﻳﺔ، ﺑﻞ ﺗﻜﺎﺩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻣﺪﺭ ﻟﺪﺧﻞ ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ، ﻭﻣﻦ ﺗﻤﺔ ﻓﻬﻮ ﺧﺎﻟﻖ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻳﻨﻤﻲ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻳﻄﻮﺭ ﻛﻔﺎﺀﺗﻬﺎ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗﺘﻮﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺎﺕ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻟﺤﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗﻌﺎﻭﻧﻴﺔ، ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺠﻼﺑﺔ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻳﺔ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ‏( ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻼﺑﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻳﻮﻳﺔ ‏) ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﺷﻨﻪ ﻋﺎﻫﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ .
 
بقلم:ذ.الكبير الدادسي
ﺫ . ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺪﺍﺩﻳﺴﻲ ﻛﺎﺗﺐ ﺭﺃﻱ ﻣﺆﻟﻒ ﻭﻧﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻟﻪ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺻﺤﻒ ﻭﻣﺠﻼﺕ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺔ .. ﻓﺎﻋﻞ ﺟﻤﻌﻮﻱ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ . ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ : ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺑﺎﻷﺭﺩﻥ ﻁ 1 2014 .. ﻛﺘﺎﺏ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻁ 1. ....

عن: الصدى.نيت
 

ليست هناك تعليقات