تاتروت مضايق سياحية تبهر زائريها

تاتروت مضايق سياحية تبهر زائريها

قليلة هي المضايق المتواجدة بالمغرب، أو بالأحرى تعد على أصابع اليد الواحدة، وأبرزها وأشهرها على الإطلاق مضايق تودغا ضواحي تنغير بالجنوب الشرقي، التي أماط الإعلام اللثام عنها غير ما مرة وفي أكثر من مناسبة، غير أن هناك مضايق أخرى مائزة ولا تقل عنها أهمية وجمالية وأهملها الإعلام، وهي مضايق ثاثروت.

الموقع الجغرافي

تقع المضايق المسماة محليا ثاثروت بالأطلس الكبير الشرقي، وتبعد عن جماعة سيدي يحيى أيوسف التابعة ترابيا لقيادة تونفيت إقليم ميدلت بحوالي ستة كيلومترات، وهي مضايق تفصل بين جبل المعسكر وجبل بويجلابن، وتبعد عن منطقة أساكا بنحو ثلاثة كيلومترات فقط.

المميزات السياحية

لدى ثاثروت مميزات سياحية هائلة، من قبيل أنها مضايق يمكن للزوار ممارسة رياضة تسلق الجبال بها، لما تتميز به جبالها من علو شاهق يفتح شهية مدمني هذه الرياضة.

كما أن مضايق ثاثروت نظيفة جدا لقلة وندرة وافديها، وتغري الناظرين بمجرد أن تطأ قدمهم المنطقة التي تسحر برونقها جوارح الذات الإنسانية، "علاوة على المياه التي لا تنضب بأخاديدها نتيجة ذوبان الثلوج التي تتساقط بفصل الشتاء على قممها، مشكلة لوحة طبيعية تريح قلب وعين الباحثين عن الاستجمام والهاربين من صخب المدينة".

كما أن ثاثروت تتضمن سبع عيون مائية حسب آراء الساكنة، وتشكل مجتمعة مجرى مائيا يزيد المكان حسنا وبهاءً، فضلا عن أن الاستحمام في تلك المياه يشفي مختلف الأمراض، وعلى رأسها الجلدية، فقط على الراغب في الاستحمام تحمل برودة المياه.

ولشجرة الأرز أيضا دور مهم في توفير وسائل الراحة لزوار مضايق ثاثروت، إذ تضفي هذه الشجرة جمالية على المكان الهادئ والمتفرد، راسمة منظرا من الصعوبة بمكان على عين الإنسان عدم ترسيخه في الوجدان والكيان.

مضايق مغمورة

رغم أنها تعد من أجود المضايق وأحسنها على الصعيد الوطني بعد استقاء تصريحات وآراء الساكنة المحلية العالمة بخبايا ثاثروت، إلا أنها غير معروفة لدى المغاربة وغيرهم من الأجانب، لأن الإعلام لم يسلط الضوء على عظمة المكان والموقع الإيكولوجي الفريد من نوعه. وظلت حبيسة ذاكرة السكان المحليين فقط.

ولعل أبرز الأسباب التي جعلتها مغمورة هناك انعدام البنيات التحتية، من قبيل الطريق والمعابر، إذ إن المسالك تمتاز بوعورتها ومن العسير المرور بها باستعمال وسائل النقل، بل الاعتماد على الدواب هو السبيل الوحيد لبلوغ المضايق، وهي عوامل تقتل رغبة زيارتها في نفوس مستكشفي الطبيعة ومحبي السياحة الجبلية بالأطلس الكبير الشرقي.

هذا دون نسيان غياب الملاجئ والفنادق ومآوي الراحة بالقرب من المضايق أملا في تشجيع السياحة الجبلية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني وكذا العالمي، و"هو ما يسائل المسؤولين المحليين والإقليميين وكذا على مستوى الجهة أيضا، علاوة على الساهرين على قطاع السياحة بالمغرب، عن دورهم في تنمية المنطقة سياحيا لتحريك عجلة الرفاه الاقتصادي وخلق فرص الشغل مدرة للدخل"، يقول مجاز من زاوية سيدي يحيى أيوسف.

مخاطر ثاثروت

على غرار جميع مضايق العالم، تحذق بزوار ثاثروت مخاطر عديدة، كانزلاق الصخور ما قد يؤدي إلى جروح أو وفيات، وهو المعطى الذي يستدعي أخذ الحيطة والحذر أثناء الزيارة، رغم أنها لم تسجل أي حوادث من ذي قبل حسب رواية الساكنة المحلية.

زد على ذلك أنه في فصل الصيف تعرف المنطقة عواصف رعدية بعد الزوال، ما يسبب ارتفاع منسوب المياه بالمضايق، الأمر الذي قد يفضي إلى غرق المتواجد بها لحظة تهاطل الأمطار الصيفية وجريان الوادي، لأن عرض المضايق لا يتجاوز مترين في بعض الأماكن. وبالتالي وجب على الراغبين في زيارة المضايق لأول مرة، الاستعانة بمرشد سياحي محلي خبر معالم المضايق ومناخها، حتى تمر الرحلة على أكمل وجه ولقضاء وقت ممتع.
-ي. أوشن //ثاثروت

ليست هناك تعليقات