مقاومة ايت اعتاب للاستعمار الفرنسي بداية المعارك وقوات الاحتلال تجهز اعداد كبيرة من الجنود والعتاد.
مقاومة ايت اعتاب للاستعمار الفرنسي بداية المعارك وقوات الاحتلال تجهز اعداد كبيرة من الجنود والعتاد.
للوقوف على تاريخ ايت اعتاب العريق لابد من استحضار الوجه المشرق لهذا التاريخ من خلال النبش في ذاكرة المنطقة ,وخاصة إبان الفترة الاستعمارية التي وشم فيها ابناء ومجاهدي هده المنطقة كسائر ابناء الاقليم والوطن عامتا على بطولات في الدفاع عن حوزة الوطن ضد الوجود الفرنسي الكولونيالي ,و كدلك لتسليط الضوء على علاقة القبيلة بمحيطها وتحالفاتها مع جيرانها في التصدي للاستعمار ,للتدقيق وللشهادة التاريخية الموثوقة أخدنا الفصل الرابع من الكتاب من كتاب عيسى العربي “مقاومة سكان إقليم ازيلال للاحتلال الفرنسي في مرحلة غزو المغرب مابين سنوات 1912_1933 م ” الذي يعد مرجعا تاريخا مهما يقف عند معطيات حصرية على تاريخ المنطقة ,وهي دعوة لشباب ايت اعتاب لقراءة تاريخ اجدادهم المشرف ,وللاحتداء بهم في الانفة والدفاع عن الحق وتزكيته .
…..وفي 27اكتوبر 1916 كانت كل القوات الفرنسية والقوات المساندة لها متمركزة في تنانت ,وفي يوم 28 أكتوبر تحركت في اتجاه تراب ايت مصاض ,وكانت يوم 29 اكتوبر في ممر ممر الزمايز حيث تعرضت لنيران مجاهدي ايت اعتاب وايت بوزيد وايت مصاض الذين كانو متمركزين في المواقع المشرفة على هدا الممر ,وقد خلفت هده المواجهات ضحايا من الطرفين ,وفي يوم 30 اكتوبر 1916 حلت الفرقة المتنقلة لمراكش بخميس ايت مصاض حيث شرع في تثبيت مكتب ازيلال .
ولمواجهة الغارات تكونت 3 مجموعات من المجاهدين حول خميس أيت مصاض تحت قيادة الشيخ الفوقاني ولد مازيغ علال .الأولى تتكون من 3000 رجل من أيت عتاب في بوصالح على بعد 1 كلم شمال خميس أيت مصاض .والتانية من550رجل من أيت بوزيد في وانسور على بعد 12 كلم شمال شرق خميس أت مصاض يزكي حماسها شيخ فرع الزاوية الحنصالية سيدي الحسين أوتامكة.والثالثة من أيت أوكيد على بعد 3كلم مدعمة برجال شيخ الزاوية الحنصالية سدي محا.وتدعي سلطات الإحتلال بأن قبائل أيت عباس وأيت بوكماز وأيت محمد وأبت أوتفركل وأيت أوكوديد السهل قد أرسلوا في هذه الأتناء جماعتهم للإعلان عن قبولهم الدخول في طاعة المخزن وعن استعدادهم لوضع فرق من رجالهم رهن إشارت قوات الإحتلال والتي ستدعم حركة المدني الكلاوي التي أضعفتها هجومات المجاهدين من أيت عتاب وغيرهم .وخلال أيام فاتح وسادسنونبر 1916 واصل مجاهدو المنطقة ضرباتهم المتقطعة لقوات الإحتلال المتمركزة في خميس أيت مصاض .وف 10نونبر 1916 كبدوا حركة المدني الكلاوي خسائر مهمة في الأرواح والعتاد .
وفي هذه الأثناء تابعت سلطات الإحتلال أشغال بناء مكتب خميس أيت مصاض الذي أصبح يحمل اسم أزيلال .كما شرعت في الأشغال المتعلقة ببناء الطريق الرابطة بين أيت تكلا وخميس أيت مصاض .وخلال أيام 19/23نونبر 1916 توقفت كل العمليات العتابية بسبب سوء الأحوال الجوية .وفي يوم 24نونبر 1916تم تعزيز الفرقة المتنقلة لمراكش المتمركزة بمكتب أزيلال بوسائل مادية وبشرية جديدة بحيت أصبح قوامها هو2 فيلقا وسريتيان اثنتان تدعمهما حركات المدني الكلاوي وصالح أوراغ وعبد الله أوشطو.
وفي أول تحرك لها بعد ذلك توجهت هذه الفرقة المتنقلة صوب مرتفعات أيت أوكوديد حيت قامت بحرق قصباتهم .تم تابعت سيرها في اتجاه الشمال عبر تلك المرتفعات التي تشرف على واويزغت وأعالي وادي العبد لتعود إلى خمس إت مصاض تحت تأتر المقاومة.
ويتدخل مرة أخرى عامل الأحوال الجوية لتأخير العمليات المقرر تنفيدها في بلاد أيت عتاب بتنسيق مع الفرقة المتنقلة لتادلة وخلال كل هذه المعارك التي دارت رحاها على واجهة ممر الزمايز .خميس أيت مصاض كانت مشاركة قبيلة أيت عتاب فيها فعالة .
وكان يقود مجاهدي هذه القبيلة فيها الشيخ صالح العزمي من أيت يعزم بأهل الواد أو أيت واسيف.وبعد الصموض الذي أبانوا عنه في كل المعارك التي دارت رحاها فوق ترابهم اضطر زعماء أيت مصاض وعلى وجه التحديد أيت أوتفركل إلى الخضوع لقوات الإحتلال .
وقاموا في إطار الوضع الجديد يوم11نونبر 1916 بتعيين الشيخ لحسن نايت منصور على أيت عبدالله والشيخ عدي ويدير على أيت اخلف .ووجهوا بعض رجالهم لتعزيز حركة المدني الكلاوي التي ستدخل في المواجهة ضد حلفائهم بالأمس.
وفي أواخر شهر نونبر 1916 كانت الفرة المتنقلة لمراكش في أزيلال والفرقة المتنقلة لتادلة شمالي سدي علي بن ابراهيم على أهبة للهجوم على قبيلة أيت عتاب من الواجهتين.
قوات فرنسية استعمارية معركة ازيلال
المبحث الثاني :كيفية احتلال قبيلة أيت عتاب؟
تجدر الإشارة في البداية إلى أن قوات الإحتلال وضعت خطة لغزو قبيلة أيت عتاب من واجهتين
واجهة أزيلال حيت قامت بتجميع قواتها في خميس أيت مصاض.والتي كانت تتكون من الفرقة المتنقلة لمراكش بقيادة الجنرال موريس دولاموط ومن الحركات المساندة لها وواجهة تادلة حيت انطلقت الفرقة المتنقلة بقيادة الكولونيل اوبير من مدينة بني ملال في اتجاه ايت اعتاب عبر سيدي علي بن ابراهيم ,مدعمة بالحركات المساندة لها بكوم دار ولد زيدوح وقد ضربت الفرقتان مسبقا موعدا لهما في اربعاء مولاي عيسى بن ادرلايس في قلب قبيلة ايت اعتاب وقامت بالفعل باحتلال هده القبيلة بعد معركتين ,طاحنتين يوم 2 دجنبر 1916 بكل من بو صالح اورفالة وممر تيزي .
معركة بوصالح في اهل الواد ايت واسيف بقبيلة ايت اعتاب
سجل ضابط الصف الفرنسي جان لويس الذي كان مرافقا للفرقة الممتنقلة من مراكش بقيادة الجنرال دولاموط بان هده الاخيرة تتكون من 1341 فرنسي و1181 جزائريا وسنغاليا 1972 جنديا مغربيا نضاميا بالاظافة الى من سماهم بابناء البلد وعددهم 7000 جندي من المساندين بقيادة القائد الكلاوي وقائد هنتيفة الجبل عبد الله اوشطو ,وقائد هنتيفة السهل صالح اوراغ أي ما مجموعه حوالي 11500 جندي .وكانت هده الفرقة مجهزة باحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا الفرنسية في مجالات العتاد العسكري وينطبق دلك ايضا على حركة القبائل المساندة التي جعلت تحت قيادة ضباط فرنسيين كبار امثال القبطان chardon وتشير التقارير الفرنسية الى انه ادا كان عدد الجيوش النظامية لم يعرف تغييرا مهما خلال هده الحملة فان وحدات جميع القبائل المساندة كانت تتجدد من حين لاخر ,هدا مع العلم بان الطيران العسكري قد دخل سنة 1916 في عمليات احتلال المغرب في مقابل دلك قدرت مصادر فرنسية عدد قبيلة ايت اعتاب وقتئد مابين 25000 و30000 الف نسمة وهي تقديرات مبالغ فيها لان عدد هؤلاء لم يصل حسب احصاء 1931 سوى الى 17522 نسمة اما اسلحة مجاهدي هده القبيلة فتتكون في جزء مهم منها من الاسلحة التقليدية وما غنموه من قوات الاحتلال خلال المعارك السالفة الذكر ,والى ما اقتنوه من اسواق المنطقة التي اصبحت فيها تجارة الاسلحة تجارة رابحة لاسيما بعد معركة الهري في شهر نونبر سنة 1914 حيث ثم اغراق الاسواق بالاسلحة والدخيرة التي ثم الاستلاء عليها مما يدل على اهمية الاسلحة التي غنمها العتابيون من قوات الاحتلال وقتئد اد آن من بين الشروط التي الح عليها الجنرال دولاموط خلال مفاوضاته مع ممثلي القبيلة فور احتلال ترابها ومطالبتهم بارجاع بناذق التي استولوا عليها ,ولابد من الاشارة الى ان جزء كبيرا من قبيلة ايت اعتاب منشغل بالاستعداد لمواجهة الفرقة المتنقلة لتادلة على واجهة ارفالة تيزي .وإلى أن سلطات الإحتلال تمكنت خلال هده الفترة من ربط الإتصال بكيفية مباشرة أو غير مباشرة مع بعض أعيان هده القبيلة وشيوخها مغرية إياهم تارة بالمناصب وأخرى ببعض الإمتيازات أو بعدم المساس بمصالحهم وتحريرهم من الكلف المخزنية وجاء في أحد التقارير الفرنسية أن قبيلة أيت عتاب في خضم الإستعداد لهاد الهجوم كانت مقسمة إلى فرقين :فريق مستعد للخضوع ولكنه لا يريد الضهور لحفض ماء الوجه .وفرق يدعو للمقاومة .
وهكذا فقد انطلقت الفرقة المتنقلة لمراكش مدعمة بالحركات المساندة لها من خميس أيت مصاض يوم 2 دجنبر 1916 صباحا صوب الشمال عبر وادي “ميات” عند قدم جبال “نومعراض”تتقدمها كتيبة POULET.
وعلى اليسار كتيبة MONIOT وعلى اليمين كتيبة PIET وفي الخلف القبطان CHARADON ورجاله يتلوه كل من القائق المدني الكلاوي والقائد صالح أوراغ .وقد وصلت الفرقة إلى القصبات الأولى في أيت أمعلا مقابل مقتل رجل واحد من رجال الكوم في الساعة التامنة والنصف صباحا نشبت المعركة بين هاده الفرقة وبين مجاهدي أيت عتاب وأيت بوزيد وستمرت دون انقطاع إلى الساعة الخامسة والنصف مساء أي مدة تسع ساعات استعملت فيها قواة الاحتلال المدفعية بشكل مكثف وكان يتولى قيادة مجاهدي ايت اعتاب الشيخ صالح العزمي شيخ اهل الواد والدي اعترفت سلطات الاحتلال بادارته المعركة بمهارة فائقة .
واستخدامه لطبيعة الارض بغناية كبييرة وقد حاولت القبائل المجاورة دعم مجاهدي ايت اعتاب بارسال وحدة من مجاهديها تتكون من 400 من الفرسان والمشاة الذين اشتبكوا بدورهم مع قوات الاحتلال التي حسمت المعركة في اخر المطاف بالاستخدام المكثف لمدفعيتها.
وحسب المصادر الفرنسية فامن كمجاهدي ايت اعتاب وجيرانهم ايت بوزيد على الخصوص خسروا في المعركة ما بين 150 و200 شهيد بالاظافة الى الجرحى ومن بين شهداء ايت اعتاب في هده المرحلة بوستة نايت ابوعدي الخرخوضي , وايت جابا موحى وايت جابا محمد من ايت طوطس .كما برز على هده الواجهة بالاظافة الى الحاج صالح العزمي علي نايت ابراهيم ابو عدي في مقابل دلك لم تعترف قوات الاحتنلال ضمن صفوفها الا ب 6 قتلى من بينهم حمو بن احمد احد الرماة المغاربة , و21 جريح من بينهم ضابطين فرنسيان واحمد بن محمد احد الرماة المغاربة .وموسى بن الحاج احد رجال الكوم.
ومن نتائج هده المعركة ان جماعة اقادوسن بقيادة الشيخ الفوقاني السابق محمد بن سعيد المعمري تقدمت الى مخيم الفرقة المتنقلة لمراكش للاعلان عن استسلامها , وفي اليوم الموالي تقدمت جماعة اهل الواد بدورها لطلب الامان .وقد قضت الفرقة المتنقلة لمراكش ليلة 2 دجنبر 1916 وطيلة يوم 3 دجنبر 1916 وليلة 3 و 4 دجنبر 1916 في موقع بوصالح الذي كانت قصباته تحترق بعد ان هجرها اصحابها في يوم 3 دجنبر 1916 ارسل الجنرال دولاموط على الساعة 7 صباحا قافلة للتموين من ازيلال بالذخيرة ولاجلاء جرحى هده الفرقة من المعركة , وقد عادت الفرقة الى بوصالح دون حوادث.
وفي يوم 4 دجنبر 1916 انتقلت الفرقة المتنقلة لمراكش لتاونزة التي تقع على ارتفاع 770 متر حيث تلقت عدة طلقات من من سكان الموقع ومن حوالي 200 مجاهد من ايت بوزيد كانوا يناوشون قوات الاحتلال من الخلف ,وفي يوم 5 دجنب1916 غادرت الفرقة تاونزة في اتجاه اربعاء مولاي عيسى بن ادريس التي توجد على ارتفاع 844 متر وكان يدعمها من جانبها الايمن الفرسان تجنبا لاي هجوم من جبال ايت ويزكان وايت يعزم وايت بوكرام .وبمجرد مغادرة الفرقة المتنقلة لمراكش معسكر تاونزة جاء القبطان BANNALE الظابط المساعد للكولونيل AUBERT لتحية الجنرال دولاموط , وفي منتصف الطريق بين تاونزة وبين اربعاء مولاي عيسى بن ادريس جاء الكولونيل اوبير رفقة وحدة من الصبايجة للاتقاء مع الجنرال دولاموط ,وخلال نفس اليوم التقت الفرقة المتنقلة لمراكش بالفرقة المتنقلة لتادلة في اربعاء مولاي عيسى بن ادريس حيث قضيتا بضعة ايام قبل ان تعود على التوالي الى كل من ازيلال وبني ملال .
واد العبيد
معركة ارفالة-ممر تيزي يوم 2 دجنبر 1916 :
كانت الفرقة المتنقلة لتادلة بقيادة الكولونيل اوبير منذ يوم 29 نونبر 1916 شمالي سيدي علي بن ابراهيم تتأهب لغزو تراب ايت اعتاب في الموعد المحدد لها وهو يوم 2 دجنبر 1916 وكانت هذه الفرقة تضم 3500 جندي اربعة كتائب وسريتان وثلات وحدات من المدفعية بالاظافة الى فرقة الكوم لدار ولد زيدوح وحركة بني موسى وغيرها من قبائل السهل الخاضعة اي ما يزيد على 4000 مقاتل وخلال اليوم المذكور اي 2 دجنبر 1916 اصطدمت هذه الفرقة مع عدد من مجاهدي القسم المعروف في ايت اعتاب باسم ايقادوسن والمتكون من مشيخات اسمسيل وتسقي وايت يحيي……يتبع
اعداد :الشريف السداتي
ليست هناك تعليقات