بزو عادات وتقاليد موسم الحرث المفقودة

بزو هي واحدة من اقدم البلدات باقليم ازيلال وعلى مستوى جهة بني ملال خنيفرة ,تتميز بعادات وطقوس وتقاليد عريقة تجسد عراقة وقدم الاستقرار بهده المنطقة منذ غابر الازمنة , ومن الانشطة التي تمارسها الساكنة منذ استقرار الانسان بهده المنطقة بحكم تواجد المياه والظروف المناخية الملائمة والتربة الخصبة : الفلاحة .
←ومادامت الفلاحة هي العمود الفقري للمنطقة فان عملية الحرث ترافقها طقوس وعادات,وان كانت هده العادات في طريقها نحو الانقراض والزوال بحكم التطور وتغير العقليات وغياب مفهوم “النية” الدي كان يغلف جميع الممارسات في المعيش اليومي للمجتمع المغربي بصفة عامة .
تبدأ عملية الحرث بدواوير بزو بصفة عامة ,بخروج الفلاح بلوازم الحرث  والبذور -من محراث خشبي وزوج من الدواب تسمى بالامازيغية “تيكيوت” -في الغالب نحو الحقل الاقرب لمنزله حتى يتأكد من صلاحية التربة لعملية الحرث وتسمى عند امازيغ  الاقليم “يسفغ تايوكا” ويصاحب هده العملية تقاليد وعادات انقرضت في كل اماكن ,حيث يأخد الفلاح حبة رمان “رمانة”يكسرها فوق المحراث الخشبي ويضعها في طبق تكون فيه  خبزة مهيئة من الشعير يثم تقطيعها لاطراف صغيرة مع“الشريحة” ,ثم يوزعها على الاطفال وكل من يمر بجانب الحقل , والغاية من هكدا تقليد هو تيسير الامور وحلول البركة في الموسم الفلاحي ,خاصة وان فاكهة الرمان والتين من الفواكه المبجلة والمذكورة في القران الكريم وتحظى بقدسية في المخيال الجماعي .
بعد دلك يبدأ في عملية الحرث التي تبدأ من الساعات الاولى من الصباح الى حدود غروب الشمس , وحين عودة الفلاح الى منزله تكون ربة البيت قد هيأت طبقا من طحين الشعير او قمح تقدم لاهل الدار كما انها يثم تقديم طابق اخر امام مسجد الدوار او احد الاضرحة حيث يجتمع الاطفال لتناوله والدعاء لاهل الدار بالبركة وان يكون المحصول الفلاحي جيدا .
اظافة الى دلك تكون هناك طقوس اخرى  تصاحب اليوم الاول للحرث ,من قبيل ان ربة البيت لاتضع الكحل على عينيها اعتقاد منها ان وضعه سيحصل عنه وجود الكثير من الاعشاب الطفيلية”الكحيلة” ,كما تمتنع عن كنس المنزل حتى لاتزول البركة ,ويحصل الفلاح على محصول جيد  .
هده بعض العادات والتقاليد المصاحبة لعملية الحرث ببزو قد تختلف من قبيلة لاخرى ,قد تزول من دوار ويحتفظ بها اخر ,الاهم في الامر ان هده التقاليد تجسيد لعراقة المنطقة وارتباطها بالارض كرمز للاستمرارية ودورة الحياة .

عن : ن. الحمدي

ليست هناك تعليقات