ذكرى عاشوراء

نعيمة الزرهوني
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﻣﺤﺮﻡ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﻳﺔ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺑﻴﻮﻡ
ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﺃﻓﺮﺍﺡ ﻭﻣﺴﺮﺍﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺑﺈﺣﻴﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﻮّ ﺭﻭﺣﺎﻧﻲ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﺮﻓﻴﻬﻲ ﻭﺣﺮﻛﺔ
ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ .
ﻭﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺇﺑﺘﺪﺍﺀً ﻣﻦ ﻓﺎﺗﺢ ﻣﺤﺮﻡ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﺤﻼﺕ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺗﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻛﺎﻟﺘّﻤﻮﺭ ﺑﺠﻤﻴﻊ
ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ .ﺍﻟﺠﻮﺯ. ﻭﺍﻟﻤﻮﺯ.ﻭﻛﺎﻛﺎﻭ . ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ. ﻟﻬﺬﺍ
ﺗﺴﻤﻰ ﻛﻠﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻷﻧﻒ ﺍﻟﺬّﻛﺮ * ﺑﺎﻟﻔﺎﻛﻴﺔ .
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺭﻭﺍﺟﺎ ﻛﺒﻴﺮﻷﻥ ﻛﻞ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﺘﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ،ﻭﺗﻌﺪّ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻈﻬﺮﺍ ﻣﻦ
ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﺳﻤﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ.
ﻭﻻﻧﻨﺴﻰ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﺣﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺘّﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﻼﺑﺲ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺀ ﻟﺸﻌﻮﺭﻫﻦ ﻭﺃﻳﺪﻳﻬﻦ ﻭﺃﺭﺟﻠﻬﻦ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ. ﻭﻫﻦ ﻳﺮﺩّﺩﻥ
ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﺄﻏﻨﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﺎﻳﺸﻮﺭﻱ ..ﻋﺎﻳﺸﻮﺭﻱ.
ﻭﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺗُﻌﺘﺒﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻳﻠﻘﺒﻮﻧﻬﺎ * ﺑﺈﺳﻢ
ﺑﺎﺑﺎﻋﺎﺷﻮﺭ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻟﻬﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ .ﺑﻨﻘﺮﻫﻦ ﻟﻠﻄّﺎﻋﺎﺭﻳﺞ
ﺍﻟﻤﺰﺧﺮﻓﺔ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺤﻨﺎﺀ . ﻭﺗﺨﺘﻠﻒ ﺗﺴﻤﻴﺔ * ﺑﺎﺑﺎﻋﺎﻳﺸﻮﺭ*ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ
*ﻣﺜﻼ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺑﺈﺳﻢ * ﺍﻟﺤُﺮﻣﺔ *ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﻳﻠﻘﺒﻮﻧﻪ * ﺑّﺎﺍﻟﺸّﻴﺦْ *ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﺈﺳﻢ *ﺃﻋﺎﺷﻮﺭ .
ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺑﺄﺧﺬ* ﻋﻈﻤﺎ *ﻭﻳُﺰﻳّﻦ ﺑﺎﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺴﺮﻭﺍﻝ ﻭﻗﻤﻴﺺ .
ﻭﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﻟﻪ ﻋُﻜّﺎﺯﺍ ﻭﺗﺘﺠﻮﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺍﻷﺯﻗﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .ﻭﻫﻦ ﻳُﺮﺩّﺩﻥ ﻫﺬﺍ
ﻋﺎﺷﻮﺭ ﻣﺎﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﺣْﻜﺎﻡ .
ﻭﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﻳﻘُﻤﻦ ﺑﺈﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺏ * ﺍﻟﺸّﻌﺎﻟﺔ
ﻭﻳﺒﺪﺃﻥ ﺑﺎﻟﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻬﻴﺞ . ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ. ﻳَﻘُﻤﻦ ﺑﺪﻓﻨﻪ
ﻭﻫﺬﺍ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻛﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻮﻡ
ﺣﺰﻥ ﻭﺑﻜﺎﺀ.ﺍﻗﺘﺪﺍﺀً ﺑﻤﻘﺘﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﺃﻣﺎﻋﺸﺎﺀ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ *ﺍﻟﻜﺴﻜﺲ *ﻫﻮﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ ﻟﻴﻠﺔ
ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﻭﻳُﻬﻴّﺊ ﺑﺴﺒﻊ ﺧﻀﺮﺏِ* ﺍﻟﺪّﻳﺎﻟﺔ* ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﺘُﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺤﻢ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ ـ ﻭﻣﺎﻳُﻤﻴّﺰ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻴﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ
ﻫﻮ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻌﺎﺩ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ .ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺃﻧﻬﺎ
ﺭﻣﺰﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻟﻠﺘﻘﺎﺭﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻟﻠﺘﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺇﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ
ﺑﺎﻷﺧﺺ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤُﻌﻮﺯﺓ

ليست هناك تعليقات