المرأة ودورها في المجتمع
أناس البزيوي
ﺇﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺩﻭﺭ ﺃﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﻧﻬﻀﺘﻬﺎ،
ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ، ﻭﺗﻤﺘﻠﻚ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﻫﻮ ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ،
ﻭﺗﺄﻛﻴﺪًﺍ ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺣﻔﻆ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻛﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ
ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪ
ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ· ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﺃﺟﻴﺎﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺣﻀﺎﺭﺗﻨﺎ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ·
ﻭﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ، ﺑﻞ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺳﻠﺒًﺎ ﻭﺇﻳﺠﺎﺑًﺎ، ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﺗﺄﺛﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ، ﻭﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ·
ﺇﻥ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﺔ ﺗﻜﻤﻞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﻟﺪﻯ
ﻛﺜﻴﺮﺍﺕ ﻣﻨﻬﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺃﻭ
ﻟﻼﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺨﺎﻃﻲﺀ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ، ﻷﻥ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻣﺤﺪﺩ ﻭﺛﺎﺑﺖ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ
ﻇﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺷﻲﺀ ﺛﺎﻧﻮﻱ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺳﻨﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻲ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﻼً
ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﺤﻴﺔ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ·
ﻭﻟﻌﻠﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﻀﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﺑﺪﺃ ﺑﺄﺧﺬ
ﻣﺜﺎﻝ ﺑﺴﻴﻂ، ﺑﺸﺠﺮﺓ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺗﻢ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﺨﻀﺮﺓ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ
ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻌﻄﻰ ﺛﻤﺎﺭًﺍ ﻏﻨﻴﺔ ﻧﺎﺿﺠﺔ ﺑﻌﻜﺲ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻥ ﺗﻢ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﻮﻑ
ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﺿﺠﺔ ﻓﻜﺮﻳًﺎ، ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﻋﻘﻼً ﺭﺍﺟﺤًﺎ
ﺗﺪﺭﻙ ﺑﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺗﻌﻤﻞ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺇﻟﻰ
ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﻓﻀﻞ ·
ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﻀﺎﺭﻱ ﻣﻤﻴﺰ ﺫﻱ ﻗﻴﻢ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ· ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﺗﺆﺩﻱ
ﺩﻭﺭًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﻣﺤﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﻳﺼﺎﻝ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺔ
ﺇﻟﻰ ﺃﺧﻮﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺎﺕ·
ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﻓﻨﺠﺪﻫﺎ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ
ﺫﻛﺮ ﺁﻧﻔﺎ ﻓﻬﻲ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺪﺭﻙ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﺈﻥ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺘﺨﻠﻔًﺎ، ﻭﻟﻦ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ، ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭًﺍ ﻋﻜﺴﻴًﺎ
ﻟﻀﻴﻖ ﻓﻜﺮﻫﺎ ﻭﺗﻘﻴﺪﻫﺎ ﺑﻌﺎﺩﺍﺕ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺟﻬﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ
ليست هناك تعليقات