ﺧﺒﻴﺮ ﻣﻨﺎﺧﻲ ﻳُﻔﺴِّﺮُ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﺩﺭﺟﺎﺕٌ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺼﻔﺮ" ، ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻳُﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ
ﻣﻌﻪ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﻘﺲ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﺑﺎﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻃﻴﻠﺔ
ﺷﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻌﺘﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻧِّﻲ ﺯﺋﺒﻖ ﺍﻟﻤﺤﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ
ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺼﻔﺮ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪﻥ ﻭﻗﺮﻯ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺲ، ﻓﺈﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻨﺎﻃﻖ
ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻣﻀﻄﺮﻳﻦ ﻟﻠﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱ.
ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺃﻭﺿﺢ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ
ﻗﺮﻭﻕ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ، ﺃﻥ ﻣﺎ
ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺸُﻪ
ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻣﺸﺪﺩﺍ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ " ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ
ﻭﺿﻊٍ ﻣُﻐﺎﻳﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺣﺘِﺮﺍﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺩﻭﺭﺓ
ﻫﻮﺍﺋﻴﺔ، ﺗﺴﻤﻰ ﺩﻭﺭﺓ ﻫﻮﺍﺋﻴﺔ ﻃﻮﻟﻴﺔ، ﺑﻬﺎ ﻣﻮﺟﺎﺕٌ ﺣﺎﺭﺓ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﺳﺮﻳﻌﺎ
ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻘﻄﺐ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺗﺼﻞ ﻋﻠﻰ
ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ."
ﻭﻋﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳُﻤﻴﺰ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻄﻘﺲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ، ﺣﺴﺐ ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺒﻴﺤﻜﻮﻣﻴﺔ
ﺍﻷﻣﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻲ، ﻫﻮ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻭَﺟﻴﺰﺓ ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ
ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻓﻘﻂ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮ
ﻭﺃﻧﺸﻄﺘﻬﻢ، ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻣُﻌﺘﺎﺩﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ
ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺟﺪ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﻜﻴُّﻒ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻣﻊ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ.
ﻭﺃﻓﺎﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ، ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ
ﺍﻟﻘﻄﺒﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺳﺘﺘﺴﺒﺐ ﺑﻬﻄﻮﻝ ﺛﻠﻮﺝ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ، ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺑﺮﺩ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﻊ
ﻭﻗﻊٍ ﻗﺎﺱٍ، ﻣﻮﺻﻴﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎﺕ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻭﺩﻭﺭ
ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺪﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﻛﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﺑﻨﺰﻳﻦ ﻣﻊ ﺩﺭﺟﺎﺕ
ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ، ﻋﺒﺮ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺑﻤﻮﺍﺩ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﺎﺯﻟﺔ ﻟﻠﺒﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ
ﻭﺗﺤﺘﻔﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺑﺎﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ .
ﻭﺃﻓﺎﺩ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ، ﺃﻧﻪ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ،
ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ، ﻻﻓﺘﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻨﺨﻔﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺟﺪ ﺍﻟﻤﺘﺪﻧﻴﺔ، " ﻓﺎﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ
2010 ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻗﺪ ﺗﻄﻮﻝ ﺃﻭ
ﺗﻘﺼﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺷﻬِﺪﻩُ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻓﻲ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 2011 ﻭﺧﻼﻝ ﺷﺘﺎﺀ
ﺳﻨﺘﻲ 2012 ﻭ ." 2013
ﻭﺫﻛَّﺮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ، ﺃﻥ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺻﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮ
ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ، ﺣﻴﺚ ﻫﻄﻠﺖ ﺍﻟﺜﻠﻮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺗﻮﻧﺲ،
ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻧﺤﻮ
ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺖ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻭﻗﺘﻠﻰ
ليست هناك تعليقات