26,5 % من سكان المغرب يعانون من مرض الاكتآب

ﻳﻌﺎﻧﻲ
ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ
ﻣﻼﻳﻴﻦ
ﺷﺨﺺ
ﻣﻦ
ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ،
ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻌﺘﺒﺮ
ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ
ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ
ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ،
ﻓﻘﺪ
ﺃﻇﻬﺮﺕ
ﺩﺭﺍﺳﺔ
ﺃﺧﻴﺮﺓ
ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﺃﻥ
ﺣﻮﺍﻟﻰ
26,5
ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ
ﻣﻦ
ﺃﺻﻞ
6000
ﺷﺨﺺ
ﺧﻀﻌﻮﺍ
ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ
ﻣﺼﺎﺑﻮﻥ
ﺑﺎﻻﻛﺘﺌﺎﺏ،
ﻭﺃﺑﺮﺯﺕ
ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻳﻌﺎﻧﻴﻦ
ﻣﻦ
ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ
ﺑﺸﻜﻞ
ﺃﻛﺒﺮ
ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ
ﻣﻊ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
-
ﻧﺴﺒﺔ
ﺗﺒﻠﻎ
3,343
ﺇﻻ
ﺃﻥ
ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺭﻗﺎﻡﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻓﻨﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻻ ﻳﺘﻢ
ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ، ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺼﺤﺎﺕ ﻛﺎﻓﻴﺔ
ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﺤﺘﻼ ﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ
ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ . ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ، ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ، ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﻮﻥ؟ ﻫﻞ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﺩ
ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻﻳﺰﺍﻝ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﺐ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺑﺎﻫﻀﺎ؟
ﺿﻐﻮﻃﺎﺕ ﻳﻮﻣﻴﺔ
ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺕ ﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻓﻲ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻭﺭﺍﺣﺔ، ﻭﻋﺰﺍ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ
ﺍﻓﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺭﺕ ﻻ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﺇﻻ
ﺳﻮﻳﻌﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻳﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀﺡ ﻟﻴﻨﺰﻭﻱ
ﻛﻞ ﻓﺮﺩ
ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺭﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ، ﺃﻭ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ..ﺃﻭ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﻋﻤﻠﻪ ... ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﺇﺫ
ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻳﻮﻣﻪ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻘﻴﺘﻪ، ﻭﻳﺤﺪﺙ
ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻶﺧﺮ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺮﻭﺗﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ،
ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺤﺪﺩ، ﻭﻓﻲ ﻇﻞ
ﺿﻴﻖ ﻭﻗﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻉ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺯﺍﻝ
ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻛﺤﻞ، ﻳﺘﻔﺎﻗﻢ ﺍﻟﻮﺿﻊ؛ ﻟﻴﺠﺪ
ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ .
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺃﻛﺪ ﺍﻷﺧﺼﺎﺋﻲ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻛﻤﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﺰﻭﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ،
ﺃﻭ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ
ﻭﻓﺌﺔ ﺍﻷﻣﻴﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻌﻼﺝ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺪﻯ ﻓﺌﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻟﻜﻦ- ﻳﺴﺘﺪﺭﻙ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﻤﻲ -
ﻻﺯﺍﻝ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﻥ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺸﻜﻞ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ
ﺑﺎﻟﻤﺼﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺤﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺷﺒﻪ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ
ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺸﻜﻞ ﻧﺬﺭﺓ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻭﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ 400
ﻃﺒﻴﺐ ﺣﺴﺐ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ.
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ، ﻣﺸﺪﺩﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺻﺎﺭ
ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺃﻭ ﻣﺮﺽ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ-ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺩﺩﻩ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ - ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﻮﻝ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺝ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ
ﺗﺄﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﻤﻲ ﻗﺎﺋﻼ: ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ
ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ
ﺍﻟﻌﻼﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﺳﻴﻤﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻐﺮﻕ ﻭﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ .
ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻫﻀﺔ
ﻳﺮﻯ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺰﻭﺭ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻧﻔﺴﺎﻧﻴﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺬﻭﺏ، ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ
ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺰﺍﻳﺪ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﻮﺍﻗﻊ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺮﺟﻴﻦ ﻳﺒﺘﻌﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﻤﻲ.
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺣﺴﺐ ﻛﻤﻲ، ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻣﺎﻡ
ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﻨﻌﺖ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﻃﺒﻴﺐ ﻧﻔﺴﺎﻧﻲ؛
ﺷﺄﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻋﻼﺟﺎ ﻃﻮﻳﻼ، ﻭﻓﻲ
ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻭﻏﻼﺀ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ؛ ﻳﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ
ﺍﻟﻌﻼﺝ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻟﺪﻳﻬﻢ .
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻴﻦ، ﺑﺴﺒﺐ
ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ
ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻭﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻟﺪﻯ
ﻃﺒﻴﺐ ﻧﻔﺴﺎﻧﻲ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻌﻼﺝ؛ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺠﻠﺴﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ
ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ، ﻓﺎﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﺜﻼ ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﺟﺪﺓ
ﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺴﺒﺐ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻭﻗﻔﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ
ﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻤﺼﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ
ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﻴﻦ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ
ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ،
ﻭﻗﺪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ .
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﻤﻲ، ﺇﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﻋﻴﺎﺩﺗﻪ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﺩ،
ﻭﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ، ﻭﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ﺍﻟﻘﻬﺮﻱ .. ﻭﺑﻌﺾ
ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ‏(ﻣﺜﻼ ﺍﻧﺘﻔﺎﺥ
ﺍﻟﻘﻮﻟﻮﻥ ‏)، ﻭﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﺘﻬﺪﺋﺔ
ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻭﻟﻤﺪﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﻤﻲ، ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺭﺍﺣﺘﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺞ ﻓﻴﺘﻌﺎﻃﻮﻧﻪ ﻟﻤﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﺝ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺷﻬﺮ
ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻔﻌﻮﻝ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ؛ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺞ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ
ﺗﻄﺮﺡ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ، ﻭﻳﺤﺪﺙ
ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻘﻂ .
ﻭﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺫﻟﻚ؛ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﺑﻴﻦ ﻓﺘﺮﺓ
ﻭﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﺠﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ
ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻌﻼﺝ

مراسلة حميد كمال

ليست هناك تعليقات