ارتفاع نسبة الهدر المدرسي باقليم قلعة السراغنة

عبد الرزاق يوسف
ﻳﺆﺩﻱ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﻗﻠﻌﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﻏﻨﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ
ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ. ﻭﺣﺴﺐ ﻋﺪﺓ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ
ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻄﺎﺏ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻤﺪﺭﺱ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺸﻜﻞ ﺿﺮﺑﺎ ﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ.
ﻓﻘﺪ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻬﺪﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ 11,7 %، ﻭﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ
ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺭ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﻨﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ .%5
ﻭﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺘﺼﻞ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻤﺪﺭﺱ، ﻓﻘﺪ ﻛﺸﻒ ﻣﺼﺪﺭ ﻧﻘﺎﺑﻲ ﺃﻥ 36 ﻃﻠﺒﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻬﺎ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻭﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻲ، ﺗﻢ ﺭﻓﻀﻬﺎ
ﻛﺎﻣﻠﺔ . ﺑﻞ ﺇﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺒﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﻄﺎﻑ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻢ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ
ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻣﻨﻴﺘﻬﻢ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ.
ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻌﻄﺐ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ، ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ
ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ، ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺃﺟﺎﻝ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ .
ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻴﺔ “ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ” ﻭﺍﻟﺘﺎﻧﻮﻳﺘﻴﻦ
ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻳﺘﻴﻦ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺘﻲ “ﺍﺷﻄﻴﺒﺔ ” ﻭ” ﺍﻟﺮﺍﻓﻌﻴﺔ .”
ﺃﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺎﺕ، ﻓﺘﻌﺎﻧﻲ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﺑﻨﺴﺒﺔ 50 ﺳﺮﻳﺮ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻔﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺻﻴﻞ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺇﺫ ﺗﻢ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ. ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺍﻛﺘﻀﺎﺿﺎ ﻣﻬﻮﻻ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺗﻠﻤﻴﺬﺍﺕ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ .
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻫﺮﺷﻰ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﺇﻥ
ﺍﻟﻬﺪﺭ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ %4 ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ، %8 ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﻱ، %2 ﻓﻲ
ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ. ﻭﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ، ﺍﺿﺎﻑ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
ﺃﻧﻪ ﺗﻤﺖ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ 40 % ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ، ﺫﻛﺮ ﻫﺮﺷﻰ ﺃﻥ ﻣﺆﺳﺴﺔ “ ﺃﻧﺲ
ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ” ﺃﻧﺠﺰﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺗﻨﻘﺼﻬﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻛﻘﺎﻋﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ، ﻭﻗﺎﻋﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩﻳﺔ
ﺍﺷﻄﻴﺒﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻠﻤﺖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﻌﻴﺔ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ، ﻳﻀﻴﻒ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ

ليست هناك تعليقات